سبدرات يعود للأضواء!!
عاد الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” المحامي والوزير في عدة وزارات منذ مجئ الإنقاذ التربية والعدل والآن نائب برلماني، عاد “سبدرات” للنجومية ليست كحوارات صحفية أجريت معه، ولكن بسبب ملاسنات أوردتها إحدى الصحف بينه والبروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان، ويقال إن تلك الملاسنات أو الجدل حول قانون التأمين الصحي الذي اعتبر “سبدرات” أن ورقة القانون التي وزعت كانت قديمة، وظل الجدال بينهما إلى أن اقتنع البروف بوجهة نظر الأستاذ “سبدرات”، و”سبدرات” قانوني ضليع ويكسب دائماً جولاته مع الخصوم وهو بارع في عملية التمثيل في المحاكم مما أكسب جلسات المحاكم التي يكون طرفاً فيها، حيوية وطعماً ونكهة خاصة.
عرفت الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” المحامي قبل الشاعر والأديب في ردهات المحاكم بالهيئة القضائية وديوان النائب العام إبان الفترة الانتقالية التي حظيت بالعديد من محاكم سدنة مايو، كما أطل عليها آنذاك، مثل الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” الاتهام في قضية “بهاء الدين محمد إدريس” وزير شؤون رئاسة الجمهورية إبان الحكم المايوي في واحدة من القضايا التي قيل بأنها قضية فساد.
كان “سبدرات” ممثلاً للدفاع والأستاذ المحامي “محمود أبكم” ممثلاً للاتهام، قضية “بهاء الدين” كانت أولى القضايا التي قدمت للمحكمة والتي رأسها مولانا “صباحي”، الأستاذ “سبدرات” كان دائماً يثير مولانا “أبكم” عندما كان مولانا “أبكم يبدأ في استجواب الشهود، ومولانا “أبكم” كان كثير الحساسية واستفزاز “سبدرات” له إما بالإيماء أو تحريك الوجه أو حالات لم تكن ظاهرة للقاضي حتى يكاد “أبكم” يطلب من القاضي طرد “سبدرات” إذا كان باستطاعته الطرد.
كنا شهوداً لتلك المحكمة وكنا نراقب حركات الأستاذ “سبدرات” التي تكاد أن تخرج “أبكم” عن طوره.
الأستاذ سبدرات” إن لم يكن محامياَ ، فربما كان بمقدوره أن يكون ممثلاً بارعاً في خشبة المسرح، وليس على ردهات المحاكم، ولم يكن “سبدرات” لوحده الممثل البارع في تلك المحاكم، فكان الراحل “عبد العزيز شدو” ، أحد المحامين المميزين، ورغم أن تلك المحاكم كانت ضد نظام بالٍ، كان ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر لبراعة “شدو” في استجواب الشهود وعرض قضيته، فالمحاكم وقتها كانت تنقل عبر جهاز التلفزيون، وهي أشبه بالمسلسلات المصرية التي ينتظرها المشاهد بفارغ الصبر.
وخطف الأستاذ “شدو” و”سبدرات” الأضواء ،رغم أنهما كانا يدافعان عن سدنة نظام انتهى، إلا أنهما أعطيا تلك المحاكم طعماً ومذاقاً عكس ممثلي الاتهام الذين يفترض أن يكونوا هم الأكثر إثارة لمتهمين كانوا قمة الدولة “بهاء الدين محمد إدريس” واللواء “عمر الطيّب” و”خالد حسن عباس” و”مأمون عوض أبو زيد” وغيرهم من قادة انقلاب مايو.