لا بد من ميثاق شرف بين قبائل دارفور!!
النار من مستصغر الشرر وما حدث في دارفور أو بالأحرى ما حدث في “الجنينة” اليومين الماضيين، وحسب ما تناقلته الصحف ووسائل الإعلام هو عبارة عن شرارة يمكن أن تقضي على بقية القرى التي نشب فيها الصراع، بسبب قتل أحد الرعاة والذي لم يعرف من الذي قتله، فالشرارة بدأت وما لم تطفأ تلك الشرارة ستشتعل النار في كل المنطقة. وما حدث في دارفور عموماً ومنذ عشرات السنين كان عبارة عن شرارة صغيرة كان بالإمكان إطفاؤها، ولكن عدم وجود الحكماء من أبناء المنطقة زاد من اشتعال النيران بين كل قبيلة وأخرى، فالحرب التي تندلع هنا وهناك في دارفور كلها مشاكل قبلية صغيرة ريثما تتحول إلى مشاكل وصراع تتسع فجوته التي تكاد أن تبتلع الجميع، فما حدث في الجنينة كان بالإمكان السيطرة عليه قبل أن تشتعل النار وتصيب الأبرياء من سكان المنطقة، وإذا كان هناك حادث فردي بين شخص وآخر كان ينبغي أن يتم التوصل إلى الجاني، قبل أن يصب الزيت على الكل فيموت أبرياء نساء وأطفال وعجزة لا ذنب لهم بما حدث، وحتى عقلاء المنطقة أو غيرهم كانوا شيوخاً أو شراتي أو غيرهم من الحكماء، كان بالإمكان التعرف على الشخص الجاني في حال وقوع عملية قتل، وقبل أن يطال العمل الفردي البقية يجب أن تعرف الأسباب أولاً وإذا ما تم التعرف على الجاني يخير أهل القتيل، إما تقديمه إلى محاكمة عادلة أو تقديمه لمجلس العمد للنظر في كيفية ما يتم الاتفاق عليه في مثل هذه الحالات، وهل ما يصدر من حكم هل يرضي الطرف الآخر حتى لا تتمدد المشكلة ويصبح مشكلة يصعب السيطرة عليها بعد ذلك، فمنطقة دارفور أشعلت الحرب فيها القبائل ولذلك لابد أن نبعد سكان المناطق من القبيلة التي تكون نتيجتها هذه الحروب المتجددة بين الفينة والأخرى.
وقد شهدنا كم من حرب تجددت بين (المعاليا) و(الرزيقات) وبين (الفلاتة) والقبيلة الفلانية وهذه حروب تحاول القضاء على نسل القبائل، لذا لابد أن يجلس كبار القوم من كل قبيلة لمعالجة الأمر بدلاً من هذا الصراع الذي يروح فيه أبرياء من الطرفين، وحتى الحكومة ينبغي أن تتدخل لحماية الطرفين والأبرياء منهم مع الاحتفاظ لكل قبيلة بحقها قبل أن يتمدد الصراع ويصبح صراعاً قبلياً بعد أن كان صراعاً فردياً أو شخصياً بين شخصين أو ثلاثة، لذا نناشد أهلنا في دارفور عموماً وليس “الجنينة” وحدها التي حدث فيها الاحتراب، علينا أن نوجه كل قبائل دارفور للعيش في سلام مع بعضهم البعض مع وضع ميثاق شرف لا تخرج القبائل منه في حالة أي اعتداء فردي، وأن يحل بالطرق السلمية بدلاً من مشاركة القبيلتين في عملية القتال الذي يصيب الكافة.