ولنا رأي

الجرائم المرتكبة هل انتقامية أم عادية؟!

تفشت الجريمة بصورة فظيعة وأصبحنا لا ندري ما أسبابها وهل الجرائم التي تقع في ولاية الخرطوم هي جرائم عادية؟ أم جرائم منظمة أم جرائم انتقام. ولا ندري إذا كانت الجرائم التي وقعت بولاية الخرطوم في الفترة الماضية مثل قتل “ود الصول” أو رجل الشرطة “بوب”، أو الجريمة التي وقعت أمس بسوق أم درمان وتمت سرقة ما يقدر بـ(30) كيلو ذهباً من أحد دكاكين الصاغة بأم درمان. هل ما حدث جرائم فعلاً عادية أم محاولة انتقام، لأنه إذا مسكنا جريمة أمس الأول وهي سرقة الذهب بسوق أم درمان لا يمكن أن تكون جريمة عادية وتنفيذها تنفيذاً عادياً، وعملية التمويه لرجال الشرطة أيضاً لم تكن عادية ومرتكبو الجريمة أيضاً لم يكونوا عاديين، لأن عملية الانتقام من الأشخاص تكون غير عادية، فسرقة دكان الذهب بأم درمان وبالترتيب والتخطيط لها بعملية احترافية ومن أشخاص متخصصين، وكأنما درسوا العملية دراسة في إحدى الجامعات، لأن الذي تم لا يخطر على بال شخص أو بشر، حتى رجال الشرطة دقسوا في عملية التمويه التي حدثت؟ إذن العملية ليست سرقة عادية مثلها ومثل السرقات التي تحدث يومياً كسرقة جزء من المصوغات الذهبية أو بعض المال، ولكن يسرق الدكان بكامله ولم يترك منفذو الجريمة حتى الدبلة، مما يدل أن هناك شخصاً غامضاً ستكشفه السلطات الشرطية أو يبيح به صاحب الدكان المسروق.. وكذا الحال بالنسبة لسرقة المصوغات الذهبية من مول الواحة وهو أيضاً لا يقل من عملية السرقة من دكان الذهب بأم درمان، وهما أقرب إلى بعضهما البعض في عملية التخطيط والتنفيذ للسرقة وارتكاب الجريمة. بمعنى أن مول الواحة اعترف السارق بأن العملية انتقامية لأن صاحب المحل طرده، وقد تكون سرقة دكان الصاغة أيضاً عملية انتقامية من الشخص الذي تمت سرقته.
إذن الجريمة في بلادنا تطورت بصورة مخيفة حتى الإنسان أصبح غير آمن في منزله أو متجره أو في محل عمله، ربما يتهجم عليك أشخاص لا تعرفهم مثلما حدث للأخ الراحل الصحفي “محمد طه محمد أحمد” الذي اغتيل غدراً ولم تعرف الأسباب أو الدوافع لارتكاب تلك الجريمة الغامضة.. ما يحمد لشرطتنا أو لمباحثنا أنها تستطيع القبض على الجناة في أسرع وقت ممكن، وما في جريمة غامضة إلا وقد توصلت أجهزتنا الأمنية والشرطية إلى إلقاء القبض على مرتكبيها في فترة لا تتجاوز الـ(48) ساعة أو (72) ساعة، ولذلك نتوقع أن تلقي أجهزة المباحث والشرطة القبض على الجناة في أسرع وقت. ولو يعلم اللصوص القدرة الفائقة لأجهزتنا الأمنية لما أقدموا على ارتكاب مثل هذه الجرائم فنشد على أيديهم، ولكن لابد أن يحاولوا منع وقوع الجريمة، وهذا ليس بمستحيل إذا تم تدريب منسوبيها تدريباً عالياً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية