تعقيب من قارئ حول شيخ "علي"!!
وصلتني العديد من الرسائل عبر الإيميل والواتساب عن زاوية أمس الأول التي تحدثنا فيها عن النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” وما أصابه من ظلم حتى أنه لم يجد له مأوى بوسط الخرطوم أو في المناطق الراقية التي ظهرت مؤخراً كافوري أو المنشية أو الطائف أو الرياض، حتى سكن الفيافي وسط مزرعة ولم يكتمل بناء منزل يليق به.. وتفاعل المخلصون مع ما كتبناه عن شيخ “علي” ولم يصمت الهاتف عن الاتصالات، المشيدة بما كتبناه، والحزينة لحال رجل من أطهر الرجال وأنقاهم وهب نفسه وعمره وماله وحياته وبيته من أجل هذا المشروع، وخرج خالي الوفاض طاهر السيرة والسريرة عفيف اليد واللسان.. ونقدم عبر هذه الزاوية واحداً من المخلصين والمدافعين عن الرجل، يشيد بما كتبناه.. فنفسح له المجال.
الأستاذ المخضرم “صلاح حبيب”.. حقا لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال.. أنا من المهتمين جداً بعمودك (ولنا رأي).. لقد عودتنا دائماً أن تتلمس قضايا ومواضيع مهمة، وأحزنني ما سطره يراعك الشفاف عن الشيخ “علي عثمان محمد طه”، ذالكم الرجل الزاهد التقي النقي عفيف اليد واللسان وأن تثبت لنا ذلك وتتحدث عنه بهذه الكلمات المؤثرة هذا الرجل القامة الذي قدم للعباد والبلاد ولم يستبق شيئاً.
نعم، حمل هذا الشيخ هم البلاد منذ أن كان زعيماً للمعارضة وحتى وصل إلى قمة هرم الجهاز التنفيذي للدولة ولم يزده ذلك إلا زهداً وورعاً.. لقد نافح الأستاذ “علي عثمان” عن السودان بتجرد ونكرات ذات، أرسى قيماً وفهماً وأدباً لشخصية القائد وضرب أروع الأمثلة في الزهد في المناصب.. صال وجال كل عواصم الدول العربية والإسلامية، بل كل بلاد العالم عندما كان وزيراً للخارجية بفضل حكمته وحنكته ودبلوماسيته الفذة التي من خلالها عرف الغربيون السودان في ثوبه الجديد وأصبح السودان محط أنظار العديد من الدول، كيف لا وهو يملك رجلاً بمواصفات الأستاذ “علي عثمان”.. ولم يقتصر دوره على هذا فحسب، فقد أسهم الرجل في حلحلة العديد من المشاكل التي واجهت السودان.. وكلنا نعلم الإنقاذ كيف عانت في بواكير عهدها من الهجمات الشرسة والعقوبات التي فرضت عليها وتصدى لها الرجل في صمت وهمه.
لقد وضع الرجل حدا لأطول حرب على مر الزمان قضت على الأخضر واليابس وأقعدت البلاد وأفقدتها خيرة أبنائها من الشيب والشباب.. وأكلت الحرث والنسل.. وبعد توفيق من الله وضع حداً لهذه الحرب على يد الأستاذ “علي عثمان محمد طه” بتفويض كامل من مؤسسة الرئاسة والحزب الحاكم.. بعد هذا كله يأتي الشيخ “علي عثمان” ويترجل عن منصبة كما ذكرت أستاذنا “صلاح” كنائب للرئيس لإنجاح اتفاقية “نيفاشا” طوعاً للراحل “جون قرن” ويصبح هو نائباً ثانياً مؤكداً أن الكراسي والمناصب لا تمثل عنده شيئاً، بل زادته ورعاً وزهداً.. بل ذهب لأبعد من ذلك وجاء مفنداً راتبه الذي يتقاضاه أمام مرأى ومسمع الشعب السوداني في ظاهرة تعدّ فريدة من نوعها لم يسبقه عليها أحد على المدى القريب.
ثم بعد ذلك تأتي المفاجأة الكبرى من أستاذنا “صلاح حبيب” بأن الأستاذ “علي عثمان” لا يملك بيتاً وقد تقطع قلبي لهذا الخبر لأن ما قدمه الرجل يكفل أن يكون له بيت من اللؤلؤ والمرجان.. لكن ليس بالغريب عن هذا الرجل أن يذهب نظيفاً عفيفاً وهو يحسب حساباً لآخرته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وأيضاً يعلم أنه سيُسأل عن النقير والقطمير.. لذلك خرج نظيفاً وكما ذكر كان له أن يملك بيوتاً من نثريات “نيفاشا” وغبرها لكنه آثر أن يلقى ربه وهو تقي نقي يرجو تجارة لن تبور، واضعاً في حسبانه أن كل نفس ذائقة الموت مهما طال العمر وطاب بها المقام.. والله كلما تحدث إليك الرجل تحس على وجهه الصدق.. والآن بين الفينة والأخرى نلاحظه على شاشة التلفاز وهو يداعب ذوي الاحتياجات الخاصة ويحضنهم ويرعاهم وكلما ظهر شيخ “علي” على الشاشة يشدك إليه.. وعندما تنحى عن سدة الحكم حزن الكثيرون لأن البلاد تحتاجه الآن قبل أي وقت آخر.. وآخر مرة تحدث فيها بصدق في تشييع جثمان الأخ الراحل “صلاح الدين ونسي”، تحدث الرجل بحزن عميق وارتسمت على وجهه ملامح الحزن وعدد مآثره بصدق.. وليته عاد لأننا على قناعه تامة بأن له عطاء وستكون له إسهامات واضحة فيما يدور في الساحة السياسية.. لله درك أيها الشيخ ومتعك الله بالصحة والعافية.
عمار سيد محمد نقد الله