ماذا قدمت "تراجي" للوطن ليُحتفى بها هكذا؟!
ما زال الناس يسألون عن شخصية “تراجي مصطفى” والزخم الإعلامي الذي حازت عليه منذ وصولها من موطنها الثاني كندا وحتى يومنا هذا. لا ندري لماذا وجدت “تراجي” هذه الهيلمانة الكبيرة والدعوات الممتدة إن كانت في الفنادق أو البيوت، وحتى السفر إلى العديد من ولايات السودان المختلفة ابتداء بولاية البحر الأحمر واستعدادها لزيارة ولاية دارفور.. لم تخل صحيفة من أخبار “تراجي” وتحركاتها وتصريحاتها واللقاءات الصحفية التي أجريت معها، وما زال هناك بعض الصحف في انتظار إشارة منها للموافقة بإجراء الحوار معها.
المؤتمر الوطني كثّف من التبشير بـ”بتراجي” رغم أن (99%) من الشعب السوداني لا يعرفون دوراً مهماً واحداً لـ”تراجي”، وحتى إسرائيل التي ذهبت إليها وهي تفاخر بها إذا ذهب إليها أي شخص آخر لأقيم عليه الحد، رغم أن البرلمان سبق أن سحب منها الجنسية لا ندري كيف أعيدت إليها مرة أخرى. وحتى المؤتمر الوطني لم يقدم لنا “تراجي” بالصورة التي يراها ولا الدور الذي قامت به حتى تجد كل هذا الاهتمام.
في تصريحات لـ”تراجي” نقلتها الصحف أنها دعت الحركات المسلحة لإلقاء السلاح والعودة للمشاركة في الحوار الوطني.. لا ندري أين كانت “تراجي مصطفى” طوال الفترة الماضية عندما قتلت الحركات العشرات من أبناء الشعب السوداني؟ أين كانت “تراجي” عندما نزح الآلاف من ولايات دارفور بسبب الحركات المسلحة التي اعتدت على المواطنين الأبرياء والعزل؟ لماذا لم تتدخل “تراجي” خلال السنوات الماضية؟ لماذا ذهبت إلى إسرائيل؟ لماذا دعمت عملية الحرب؟ لماذا وقفت موقفاً عدائياً من نظام الحكم بالبلاد؟! هل فقدت “تراجي” أرضيتها بالخارج؟ هل قطعت منها الإعانات ومن ثم عادت تبشر بالإنقاذ التي وضعتها من قبل في خانة الأعداء وسارقي وآكلي أموال الناس بالباطل؟؟ ماذا قدمت الإنقاذ لتغير “تراجي” من مواقفها السابقة؟؟!
إن المعارضين، سواء “تراجي” أو غيرها من أبناء السودان ليس لهم أي مواقف حتى نحترمها.. قولوا لنا وجدنا في نظام الحكم بعد كل هذا العداء كذا وكذا، وجدنا أبناء الوطن يقتلون وجئنا لننقدهم.. هذه الأموال التي تلقيناها من الخارج نقدمها لضحايا الحروب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق بدلاً عن بناء الطوابق الشاهقة في الأحياء الراقية والعيشة الهنية.
“تراجي” لم تقدم للوطن أي شيء حتى تقابل بهذا الزخم، لو كان ما قدم لـ”تراجي” قدم لـ”عرمان” أو “مالك عقار” أو أي من المعارضين الذين نعرفهم لكان الأمر مبلوعاً، لكن “تراجي” ماذ فعلت، إلا إذا أفصحت هي أو المؤتمر الوطني عما قدمته لهذا البلد الاسمو السودان.