ولنا رأي

لماذا يفشي المسؤولون المعلومات بعد مغادرتهم الكرسي؟!

كثير من المسؤولين يحتفظون بأسرار عن الدولة، ولا يستطيعون البوح بها وهم داخل وزاراتهم، ولكن حينما يعفون من المنصب وفي أول مقابلة مع الصحفيين (يرشوا ليك) كل المعلومات رغم أن هذا الشخص استمتع بالوزارة ونثرياتها وسفرها داخلياً وخارجياً، لذلك يظل يكتم تلك الأسرار، وإذا التقى بصحفي وهو في قمة مسؤوليته يتهرب من أي سؤال متعلق بالفساد أو الرشوة أو المحسوبية أو تعليقه على أي شخص أو مسؤول إيجاباً أو سلباً.. لكن بعد الوزارة تصبح المعلومات مباحة تطلق في كل الاتجاهات، فقضية الفساد التي تم التستر عليها منذ بداية الإنقاذ، حينما قال الدكتور “الترابي” وقتها إن نسبة الفساد بلغت (90%) وفي اليوم التالي نفت جهات أخرى الخبر وقالت تم تحريف كلام الشيخ فنسبة الفساد (9%) وليست (90%)، وربما رفت وقتها مندوب “سونا” الذي جاء بالخبر.. الآن الكل يتحدث عن الفساد صغيراً وكبيراً وزيراً أو غفيراً أصبح الحديث عن الفساد بدون أي حرج لأن الرائحة فاحت، لكن هل قدم أي فاسد إلى المحكمة ليتعظ؟.. لا أعتقد، لذلك عدم المساءلة شجع الآخرين على فتح الملفات والحديث عنها صراحة كما جاء في حديث وزير المالية السابق الأستاذ “علي محمود” ووكيل وزارة العدل “زمراوي”، لا ندري لماذا لم يتحدثا عن الفساد وهما على كرسي السلطة؟ هل يخشيان من الإقالة أو عدم وجود وظيفة.. فالتستر على مثل تلك المعلومات يعدّ جريمة يعاقب عليها القانون، لكن طالما القانون في إجازة ولا رادع لأحد فليستشرِ الفساد والفاسدون.
توقفت أمس عند حديث نجل مولانا “محمد عثمان الميرغني” مساعد أول رئيس الجمهورية “محمد الحسن الميرغني” وهو يتحدث لخمس صحف، ولأول مرة منذ أن اعتلى هذا الكرسي يتحدث للصحفيين بهذه الصراحة التي قال فيها إنه لم يكلف بأي ملف منذ دخوله القصر، وقال إن فترة الـ(180) يوماً ستكون عملية تقييم لمشاركتهم في السلطة، وتحدث نجل “الميرغني” مساعد أول رئيس الجمهورية عن الكثير، وعن الحوار الوطني وغير ذلك لا أدري لماذا خرج نجل “الميرغني” الآن يتحدث بهذه الصراحة، هل يريد أن يغادر الكرسي؟ أم أنه فعلاً لم يمنح أي ملف ليقوم بالواجب الوظيفي؟ أم أنه شعر بأنه لا يعمل شيئاً ويتقاضى مرتباً بدون عمل، لذلك حاول أن يسمع المسؤولين بالدولة صوته العالي؟ وإذا خرج بعد ذلك تكون له أسبابه كما خرج من قبل “مني أركو مناوي” مساعد رئيس الجمهورية السابق، الذي وصف حالته بأنه مساعد حلة حسب وصفه، لكن نجل “الميرغني” لا يريد أن يكون مساعد حلة أو مساعد ياي.. يريد أن يعمل وفق ما اتفق عليه.. يريد أن يساعد في حل مشاكل البلد بتوليه ملفات يستطيع أن يساعد من خلالها على رتق النسيج، ووجود حلول لمشاكل أخرى بحكم وضعه السياسي والديني لدى طائفة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي ومكانة والده في المجتمع الداخلي والخارجي.. إذن حديث نجل “الميرغني” لم يأت من فراغ، فهل تستمع الرئاسة لحديثه أم سيغادر الموقع كما غادره من قبل آخرون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية