انسوا أمريكا وابحثوا عن البديل!!
ما زالت الحكومة مؤملة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي رفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب.. لا أدري ألم يعلم المسؤولون في الدولة أن كل ما تقوم به أمريكا ووفودها إلى السودان ما هو إلا حالات جس نبض ليس إلا!!
أمريكا ليست حزباً واحداً حتى يتخذ هذا الحزب قراره بفك أموال السودان المجمدة في مصارفه، ولا رفع اسمه من قائمة الإرهاب.. أمريكا وإلى أن تقوم الساعة لن تتعامل مع السودان ما لم تذهب الإنقاذ أو يتغير موقفها من الإسلام والإسلاميين.
أمريكا لها أعين داخل السودان وخارجه وكل معلومة تأتيها عنه ببلاش، وهناك متبرعون بالمعلومات إن أرادت أمريكا أو لم تُرد، لذلك أمريكا تعلم كل صغيرة وكبيرة عن أي مسؤول فيها، وكل الملفات بحوزتها، والمتبرعون سلموها الأسماء من الميلاد وحتى مرحلة الشيخوخة، لذلك يجب أن تعلم هذه الحكومة أن أمريكا لا بد أن تعامل بالند أو الإهمال أو فتح مجال لتعامل مع دول أخرى.
ها هي سوريا “الأسد” لم يوقف أمريكا إلا روسيا، “الأسد” يقتل شعبه، تنهار البنيات ويموت الأطفال والرجال والعجزة ولا حياة لمن تنادي، فدخلت روسيا الحرب مع سوريا وأمريكا تقف متفرجة، وإذا تدخلت ستحسم الأمر.. فلماذا الخنوع والانكسار لأمريكا؟ لماذا هذا الضعف من جانب مسؤولينا؟!
الجميع يعلم مواقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه السودان.. لقد بدأت الإنقاذ بالعداء لأمريكا وظلت طوال تلك الفترة تردد: “أمريكا قد دنا عذابها” ولم تغير أمريكا من سياساتها تجاه السودان، ولم تفك الحظر عن الأرصدة المجمدة ولا قطع الغيار، فماذا حدث؟ الإنقاذ ظلت مستمرة في الحكم لستة وعشرين عاماً.. ما الجديد الذي جعل وفوداً من المسؤولين يذهبون إلى أمريكا ووفوداً من الكونغرس يأتون إلى السودان؟ هل تلك الزيارات ستساهم في تحسين العلاقات؟ هل ستفك الحظر عن الأموال المجمدة؟ وهل سترفع الحظر عن قطع الغيار؟ إن الزيارات التي تتم هنا وهناك عبارة عن نزهة للطرفين والتقاط الصور، أما تغيير المواقف فلن يتم مهما ركعت الإنقاذ لأمريكا، فالموقف هو نفس الموقف، حتى ولو جاء “أوباما” واستقبل استقبال الفاتحين، وذبحت له الذبائح وأقيمت له الموائد هنا وهناك، فلن يتغير شيء في موقف أمريكا تجاه السودان.
إن الولايات المتحدة الأمريكية حددت موقفها من السودان منذ أن طبق الرئيس الأسبق “جعفر نميري” الشريعة الإسلامية، منذ ذاك التاريخ بدأت أمريكا تنصب العداء للسودان، وهي تعلم أن تطبيق الشريعة كان وراءه الدكتور “الترابي” وتنظيم الجبهة الإسلامية القومية آنذاك، لذلك عندما جاء “الترابي” على رأس حكومة الإنقاذ باعتباره الرأس المدبر لها، جددت الموقف وازداد العداء أكثر للسودان.. لذا على الإنقاذ أن تفتح مجالاً آخر للتعاون مع دول أخرى، وتنسى أمريكا وزيارات وفودها أو زيارات وفودنا لها.. أمريكا لن تحترم إلا القوي، والإنقاذ ظلت قوية طوال الفترة الماضية، وحالة الضعف التي تمر بها تريد أمريكا أن تستغلها لإذلالها وليس لمساعدتها.