أخيراً.. ود نوباوي في الدرجة الأولى!!
بعد ثلاثين عاماً من هبوطه إلى الدرجة الثانية، ها هو فريق ود نوباوي العملاق يعود إلى الأضواء من جديد ويصعد إلى أندية الدرجة الأولى منهياً تصدره للمجموعة قبل انتهاء الدوري.
عاد ود نوباوي إلى أندية الكبار، وهو من الكبار حينما كانت الأندية الأمدرمانية في الدرجة الأولى الهلال والمريخ والموردة، كان ود نوباوي ضمن الكبار آنذاك، لكن دائماً المستديرة لا أمان لها، فخلال تلك الفترة كان نادي ود نوباوي دائماً ينافس في سنترليق الصعود إلى الدرجة الأولى، لكن كرة القدم بدون مال لن تتقدم وبدون نجوم لن تقوم لها قائمة، فنادي ود نوباوي الذي رعاه الرئيس الأسبق “جعفر نميري” وأبناء الحي قدم ما يمكن تقديمه خلال الحقبة السابقة، لكن لاعب اليوم ليس كلاعب الأمس، تسجيل اللاعب الآن يحتاج إلى ملايين الجنيهات إن لم تكن مليارات، فكيف لنادٍ ليست له موارد وليس مدعوماً من الدولة، أن يفي بالتزامات اللاعبين، مرتباتهم ونثرياتهم وحوافزهم وعلاجهم؟؟ فالرياضة أصبحت مكلفة. والنادي الذي ليست له موارد لن يصمد كثيراً في الميادين، وبالتالي لن يصمد اللاعبون في صفوفه.
أخي لاعب ود نوباوي السابق “نقد الله حبيب” كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لنادي المريخ، لكن أهل الحي وأصدقاءه أقنعوه بأن يضحي بنادي المريخ وأن يكون في صفوف نادي ود نوباوي نادي الحي، وقد كان.. لعب لود نوباوي عدة مواسم، وربما لم ينل نظير تلك التضحية مالاً كما ناله أقرانه الذين وقعوا لناديي الهلال والمريخ.. اليوم إذا عادت عجلة الزمان إلى الوراء فلربما تكون قناعته الأولى، فالحياة أصبحت ماديات وكرة القدم أصبحت مالاً، فمن لم يغتنم الفرصة في وقتها ضاعت عليه.. فاللاعب إن نجا من الإصابة في رجله التي تعد مصدر رزق له، فالإصابة قد تأتيه في أي جزء من أجزاء جسمه، فتعطله تماماً، وبالتأكيد النادي بعد تلك الإصابة لن يستفيد من خدماته ولن يحرص على علاجه، لذلك لاعبو هذا العصر أصبحوا يحسبون كل شيء بالمال وما يجنونه من المستديرة.
نادي ود نوباوي الذي كابد خلال الثلاثين عاماً الماضية يحمل مسؤولوه ولاعبوه إصراراً نال ما أراد، فلم تفتر عزيمتهم ولا إرادتهم وأصروا أن يعود النادي إلى الأضواء التي فقدها بسبب النقص المالي وليس الإرادة، فود نوباوي كلها فرح الآن، وينبغي على الدولة والقائمين على أمر النادي أن يستفيدوا من المساحات الموجودة جوار النادي لتكون دخلاً ثابتاً بترحيل قشلاق الشرطة والجامعة الإسلامية وتوسعة النادي ليكون لدينا نادٍ عملاق يضاف إلى أندية أم درمان العريقة الهلال والمريخ والموردة.