ولنا رأي

ورحل الأستاذ الصحفي "عبد الله عبيد"!!

ترجل الفارس من صهوة جواده ومضى إلى ربه طاهراً مطهراً بعد رحلة حافلة بالعطاء في كافة المجالات السياسية والصحفية والرياضية.. لقد رحل عن دنيانا الأستاذ والمربي الفاضل والصحفي المخضرم والنقابي الذي عرفته الميادين النقابية فارساً مدافعاً عن حقوق الآخرين.
رحل الأستاذ “عبد الله عبيد” في صمت بعد أن أمضى عدة أيام بـ(مستشفى فضيل) نتيجة لأزمة قلبية خضع للمراقبة بالإنعاش خرج منها ليعود مرة أخرى بنفس المرض، فكان مساء أمس آخر يوم في حياته ليوارى جثمانه الطاهر الثرى بـ(مقابر أحمد شرفي) وسط عدد كبير من المشيعين أصحابه وأصدقاؤه وتلاميذه وجيرانه وأحبابه.. رحل في يوم من أيام الله الخالدات ذكرى هجرة رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، رحل نظيف القلب ونظيف السيرة والسريرة، كان الأستاذ “عبد الله عبيد” سياسياً مخضرماً التحق بـ(الحزب الشيوعي) وهو بمدينة عطبرة، تفرغ للعمل السياسي فترة طويلة من الزمن، اعتقل وأودع السجون التي قضى فيها فترة من الزمن. ورغم شيوعيته لكنه كان متوازناً محبوباً لكل الناس، لم يكن حاداً كما بعض الشيوعيين، كان وديعاً ولطيفاً ومحبوباً من الجميع، كانت كلمة (يا عظيم) لم تفارق شفتيه حينما يقابلك، كان قاضياً لحوائج الآخرين، ما أن تخبره بمشكلة يتولاها بنفسه إلى أن يصل إلى نهاياتها، كان صحفياً محبوباً زاملناه بصحيفة (السودان الحديث) خلال الفترة من 1995-م1997، كان مهموماً بقضايا الناس ومشاكلهم، كان مكتبه أشبه بعيادة الطبيب منذ الصباح الباكر ترد إليه مجموعات تقص عليه مشاكلها وهو يكتب بقلم الرصاص بخط جميل وواضح، ظل هكذا إلى أن تم اختياره رئيساً لتحرير صحيفة (الرأي العام)، علم جيلاً من المحررين، كان هيناً ليناً لطيفاً مع أبنائه من الصحفيين، كان يمشي راجلاً لم تبهره الوظيفة ولا المنصب، يشارك المحررين في أفراحهم وأتراحهم.
الراحل “عبد الله عبيد” كان لاعب كرة قدم بارعاً فيها ومشهوراً في أندية الخرطوم، ولكن العمل النقابي أخذه من متعتها وحرم عشاقه من اللاعبين والمتفرجين.
كان الراحل كتاباً مفتوحاً تقرأ فيه كل الألوان من السياسة للنقابات للرياضة، بإرادته خرج من (الحزب الشيوعي) وأصبح بلا حزب، كرمته الإنقاذ فحج لبيت الله الحرام مغتسلاً من كل ذنوبه إن كانت هناك بقية منها، وظل يعمل لفترة في مجاله المحبوب الصحافة ثم في اتحاد الصحفيين، مهموم بزملائه وأبنائه في هذه المهنة.. ولذلك يحق لزملائه أن يبكوه بالدمع الثخين، وأن يذكروا محاسنه في القروبات المختلفة مودعين رمزاً من رموز العمل الصحفي.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم آله وذويه وأصحابه ومحبيه الصبر والسلوان (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية