رأي

مسألة مستعجلة

أمريكا على الخط !!
نجل الدين ادم
كان لافتاً أول أمس اللقاء المهم الذي جمع مسؤول الأمانة العامة للحوار الوطني والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم “جيري لاينز” بشأن سير عملية الحوار الوطني الذي بدأ الأسبوع الماضي. المسؤول الأمريكي اختار أن يأتي متأخراً للاستفسار عن مجريات الحوار والبحث عن إمكانية المساهمة في دفع هذه الجهود إذا تطلب الأمر ذلك، من واقع خبرة بلاده في التوسط بخاصة مع الحركات المسلحة، وقد كانت الخلاصة لهذا الاجتماع وعد المسؤول الأمريكي بلعب دور لإقناع الحركات المسلحة للالتحاق بعملية الحوار الوطني وهذا بالتأكيد مكسب جيد، والحكومة تتحرك عبر عدد من المحاور لإقناع الرافضين وقد جاءتها الآن مبادرة من العيار الثقيل.
وكما ذكرت من قبل (كل حركة فيها بكرة)، ولكنني أتمنى أن يكون سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم جاداً في مسعاه هذا، خصوصاً ونحن نعلم بأن بلاده دولة مؤسسات، يعني السفير لا يمكنه أن (يتشالق) ويدخل في أمر كهذا مالم يجد الضوء الأخضر من بلاده.
 من قبل كان للولايات المتحدة دور مفتاحي في دفع جهود مفاوضات السلام الشامل التي انتهت بالتوقيع على اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكذا الحال في أبوجا، مروراً بالدوحة التي لم تستغنَ من قوة الدفع الأمريكي، لذلك يبدو أن القائم بالأعمال الأمريكي التمس شيئاً من الجدية في عملية الحوار وتشاور مع بلاده، لذلك آثر أن يكون لهم دور مفصلي في دعم هذه الجهود بالتفاوض مع الحركات المسلحة بغية إقناعها باللحاق بهذا القطار.  
المسؤول الأمريكي بالتأكيد لم ينسَ أن يعطي الأمانة العامة للحوار بعض المفاتيح لتعينها في إنجاح الحوار والوصول به إلى غايات الاتفاق على كل القضايا الخلافية، ومن أبرز هذه المفاتيح هو توحيد الحركات المسلحة وهذا المبدأ قد نجح من قبل في الدوحة، وجاءت باتفاقية أدخلت عدداً من الحركات المسلحة في سلام تحت راية واحدة مع الحكومة والآن تشارك معها في الحكومة والحوار، أيضاً من الأشياء أو الأمور التي نبه لها الأمريكي ضرورة إعمال مبدأ الشفافية في عملية الحوار.
أنا عن نفسي متفائل بإمكانية أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً إيجابياً في عملية الحوار وإقناع الحركات بالمشاركة، ذلك أن المتمردين يحبذون على الدوام التعامل مع الوساطة الغربية أو الأمريكية أكثر من أي وساطة أخرى، ولهم في هذا الأمر اعتقاد لا يتزحزحون عنه. فإذا قدمت لهم الحكومة هذا الحوار في طبق من ذهب وأوفت لهم بكل الشروط التي طلبوها، فإن المتمردين لا يرون رغم كل هذه المحفزات والضمانات إلا في دخول “واشنطن” في خط الوساطة، وأعتقد أن القائم بأعمال سفارة أمريكا بالخرطوم يتحرك من هذا المنطلق.
أخيراً .. غير مهم من يكون الوسيط ؟، بل من ينجح في دفع الحوار وإقناع الرافضين، وحتى ذلك الوقت أتمنى أن تتعاطى أمانة الحوار مع المفاتيح التي وضعها القائم بالأعمال أمامهم والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية