ولنا رأي

الزواج عزيمة وإصرار و"قندول" مثالاً!!

 زفت (المجهر) ابنها “محمد جمال قندول” إلى عش الزوجية مساء أمس الأول، مضافاً للعرسان الذين اكتملت زيجاتهم بـ(المجهر) وهي تكمل عامها الرابع.
ما أعجبني في العريس “قندول” وأجبرني على كتابة هذا العمود قوة عزيمته وإصراره على الزواج في تلك السن المبكرة رغم أن معظم الصحفيين لا يتزوجون إلا بعد تجاوز الأربعين، وهناك من سرقتهم السكينة ونسوا حاجة اسمها عرس.. الزميل أو الابن “قندول” من حديثي العهد بالصحافة، فأبلى فيها بلاءً حسناً، فأعطته ما يريد.. لا يقول هناك مستحيل في الحصول على الخبر أو الحوار أو المعلومة، ظل مقتحماً كل الأمكنة ليلاً ونهاراً لا ينام أبداً، فإذا وصلت الصباح الباكر تجده يكتب وإذا جئت في الليل تجده يكتب، وهذا نموذج في الصحافة السودانية غير متوفر الآن، لذلك عندما قرر أن يكمل نصف دينه كان لا يملك شيئاً ولم يقل سأنتظر حتى أكوّن نفسي الشقة والعربية وغيرها من المستلزمات التي يتطلبها العريس أثناء وبعد الزواج.. وقد تعجبت لهذا الفتى ولهذا الإصرار الكبير على الزواج، لقد يسر الله له الزواج بطريقة حيرت حتى أهله، والده ووالدته اللذين يعلمان تماماً من هو ابنهما.. ولكن كما يقول أهلنا “المبدي متموم”.. وقد كان لرئيس مجلس إدارة (المجهر) دور كبير جداً في أن يكتمل هذا الزواج من الخطبة وحتى وصول العريس وهو يصطحب عروسته إلى الصالة الذهبية التي اكتملت جمالاً وبهاءً وأناقة بأهل العروسين.. وقد شاهدنا العديد من رؤساء مجالس الإدارة والناشرين كيف يماطلون في منح العاملين رواتبهم ناهيك أن يتكفلوا بإكمال مراسم زواج محرر لم يبلغ مرحلة رئيس قسم.. لقد امتص الناشرون عرق المحررين، حتى المرض لا أظنهم يقفون في علاج من أصابته مصيبة وهو يخدم في تلك الصحيفة.. أنا متصالح مع نفسي ولا أكتب إلا الحقيقة وما رأت عيني وسمعت أذني، ولست محتاجاً بعد هذا العمر أن يمنحني “الهندي” شيئاً، أو كما يقال “تكسير ثلج”.. أنا لا أعير كلام الآخرين أية التفاتة كما قال أحد الصحفيين لي مرة: “أنت لسع مع الهندي؟”.. “الهندي” شخص بنى نفسه وقدم ما لم يقدمه الأكبر منه سناً في مجال الصحافة والذين يملكون مليارات الجنيهات ويحرمون منها الذين يسهرون الليل والنهار من صغار وكبار المحررين.
الزميل “قندول” أصبح الآن من الأزواج وطلق العزوبية والنوم في الجريدة، صار صاحب بيت وأسرة.. صنعها بجده واجتهاده.. قلت لأحد الزملاء إن ما قام به الأخ “الهندي” كأنما زوج ابنه، لأن ما فعله لا يفعله أحد إلا صاحب مروءة وخير في الناس.. وبهذا الصنيع يكون قد أقام أسرة إن شاء الله تكون صالحة وذريتها صالحة، ويصبح زواج “قندول” فيما بعد مضرب المثل للآخرين.
و(المجهر) زوجت منذ انطلاقتها في السادس عشر من أبريل 2012 ما يقارب الثمانية أشخاص من عامليها وكلهم في ريعان الشباب..
نهنئ رئيس مجلس إدارة (المجهر) بما قام به.. ونهنئ أسرة (المجهر) وعريسها “قندول”.. وإن شاء الله بيت مال وعيال.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية