ولنا رأي

العالم يسير إلى الأمام ونحن إلى الخلف!!

في أواخر أيام والي ولاية الخرطوم السابق الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، دعا مجموعة من الصحفيين والمسؤولين لتدشين مشروع النقل النهري أسفل كبري النيل الأزرق. تقاطر الجموع  وهللت وكبرت للمشروع الذي سيساهم في حل مشكلة المواصلات، ولكن ما أن غادر الدكتور “الخضر” الولاية لم نسمع جديداً عن المشروع ولا عن البصات النهرية المستخدمة، فربما فشل المشروع كما فشلت البصات التي أصبحت معظمها خردة.
الدكتور “عبد الرحمن الخضر” جاء بأفكار جديدة إن كانت حقته أو حقت الوالي الأسبق  الدكتور “المتعافي”، ولكن تلك الأفكار بعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيشه، فمشروع النقل النهري إذا حول إلى مشروع سياحي يرتاده السياح بمناطق الهيلتون سابقاً ومعظم السياح الذين يقطنون الفنادق المطلة على النيل أو استخدامه في رحلات نيلية في الصباح أو في المساء، كان أجدى ويقدم فائدة لمن يريد أن يستمتع بالنيل، ولكن أن تكون البصات وسيلة للنقل ولحل ضائقة المواصلات فالمشروع غير مجدٍ، لأن من يريد أن يتخذ تلك البصات وسيلة للنقل فلن يستطيع تحقيق ما يصبو إليه، لأن من أراد أن يذهب إلى مدينة أم درمان فيتطلب أن يأخذ وسيلة مواصلات ليصل بها إلى أسفل كبري النيل الأزرق ثم وسيلة مواصلات أخرى بعد أن ينزل من البص النهري، وهذه فيها تكلفة مالية كبيرة إذا اعتبرنا أن تعريفة البص النهري اثنين جنيه والوسيلة التي يصل بها إلى النيل اثنين جنيه والوسيلة الأخرى التي يستقلها إلى مقر سكنه اثنين جنيه، فهذه  تكلفة عالية جداً لشخص يريد أن يصل إلى بيته بأقل التكاليف. أما القطار فليس عملي في ظل تمرد ولاية الخرطوم، فالقطار إما أن يكون سفرياً للمناطق البعيدة وليس عملياً كوسيلة مواصلات إلى أماكن العمل أو السكن.
فالعالم استخدم مترو الأنفاق باعتباره وسيلة أسهل وتسير تحت الأرض لا يوجد من يعترضها خلال سيرها، ولذلك كل المشاريع التي طرحتها ولاية الخرطوم السابقة في حاجة إلى إعادة نظر فيمكن للوالي الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” وبهمته العالية وروحه العسكرية يمكن أن يقيم مترو أنفاق خلال فترة حكمه في الولاية. وأؤكد حينما بدأت القاهرة مترو الأنفاق قامت الدنيا ولم تقعد وكتبت الصحف ما كتبت عن فشل المشروع، ولكن أي مشروع محتاج إلى إصرار وعزيمة وصبر. وتحولت القاهرة بعد نجاح مشروع مترو الأنفاق إلى مدينة حديثة بإمكانك أن تصل إلى أي منطقة في ثوانٍ لسرعة المترو المستخدم.. فنحن مازلنا نتحدث عن إعادة الطرماج من جديد ومازلنا نتحدث عن شراء بصات لنقل الركاب، ولا يدرك القائمون على الأمر الآن أن السودان من أوائل الدول التي استخدمت البصات في عمليات النقل وكذلك الطرماج، فالسودان تأخر كثيراً عن ركب الأمم بعد أن كان متقدماً عليها وبدأنا نجتر الذكريات وننظر إلى الطرماج القديم وكأننا في القرون الوسطى وبص أبو رجيلة وكأننا في عهد الخديوي، نحن أمة تسير إلى الخلف بسرعة عكس العالم!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية