ولنا رأي

هؤلاء أنجبتهم الحارة الثانية ومعتمد الخرطوم مننا!!

عندما عُين الفريق “أحمد أبو شنب” معتمداً لولاية الخرطوم لم يخطر على بالي أن هذا المعتمد هو رفيق الصبا بمدينة المهدية الحارة الثانية، ولم أكن أعلم وقد فرقت بيننا سبل الحياة والعمل كل في مجاله. صبيحة أمس(السبت) وعندما دخلت الآليات والكراكات شارع “الشريف الهندي” وهي تعمل على إزالة الأنقاض من الطريق وتسويته، حتى يعود للخرطوم جمالها ونضارتها وألقها، حينما كانت الخرطوم تشم رائحة الزهور والأشجار منها، الزميلة “سعدية إلياس” قالت لي المعتمد يقف على الشارع ووقتها في اجتماع الصباح. وضمن خطة العمل اليومي كلفنا الزميل “عقيل أحمد ناعم” بإجراء حوار مع السيد المعتمد نظراً للمجهود الكبير الذي يقوم به بنفسه في الأسواق أو أحياء الخرطوم المختلفة التي تحتاج إلى إزالة الأنقاض من شوارعها. قالت لي الزميلة “سعدية” المعتمد يقف في نهاية الشارع أي بالقرب من المركز الثقافي الفرنسي، ذهبت لأسلم على هذا المعتمد ونطلب منه تحديد موعد لحوار معه. وجدت مجموعة من العاملين والآليات تعمل على إزالة الأنقاض فسألت أحدهم أين المعتمد فأشار إلى شخص يراقب العمال بنفسه، فحينما اقتربت منه كانت المفاجأة أن هذا المعتمد هو ابن الثورة الحارة الثانية وابن الولاية الشمالية، ولكن  التعليم أتى به إلى تلك الحارة التي كان التنافس بين شبابها في التعليم السمة الغالبة.
وقفت إلى جواره واسترجعنا أيام الصبا بعد أن فرقت بيننا الحياة والعمل.
فالفريق “أحمد” منذ أن قام كان منضبطاً قليل الكلام كثير العمل فولاية الخرطوم كسبت عسكرياً منضبطاً سمته العمل والإخلاص فيه، وتنفيذ كل ما يوكل إليه بدقة وتفاني، ولذلك ليس غريباً عليه أن يقف على أعماله بنفسه وقد ظهرت ملامح الخرطوم خلال الفترة القليلة التي استلم فيها الفريق “أحمد” منصب معتمد الخرطوم، وهو جيل النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، هذا الجيل المنضبط والمهموم بالعمل وتجويده.. فإذا كانت الولاية الشمالية قد أنجبته فإن الحارة الثانية بالمهدية قد ربته وأحسنت تربيته شأنه وشأن أبنائها الذين احتلوا مواقع رفيعة في الدولة والمجتمع. فالحارة الثانية أنجبت اللواء “عمر عبد الله عمر” واللواء “محمد الربيع عبد الله عمر” والسفير “العبيد محمد العبيد” أو منصور العبيد سفيرنا بالسنغال وشقيقه لاعب الهلال الدولي “رشيد المهدية” أو “رشيد العبيد” واللواء جمارك “عبد المنعم طلحة” واللواء “عوض السيد” والدكتور “إمام محمد عبد الرحيم” والدكتور الراحل “حسان إبراهيم والدكتور “ابن عمر إدريس” وشقيقه الأستاذ “التجاني إدريس” والمهندس “الطيب إبراهيم عبد القادر” والحكم المشهور “عبد الرحمن خضر محمود” (درمة) وشقيقه أشهر حفار قبور ودفن المتوفى، “محمد خضر محمود” (عابدين) والصحفية “سمية سيد” والراحل عميد كلية القانون جامعة الخرطوم الأستاذ “حافظ الشيخ الزاكي” رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وقائد ثورة أكتوبر والأستاذ “أحمد محمد شاموق” صاحب كتاب الثورة الظافرة الوحيد الذي أرخ لثورة أكتوبر.. والحارة الثانية أنجبت اللواء شرطة “صلاح محمد عبد الحليم” ورجل الأعمال بدولة أبو ظبي الآن الأستاذ “سمير محي الدين” (ود المصرية) والبروفيسور الراحل “عثمان الفكي” والبروفيسور “مصطفى الفكي” عميد كلية الآداب بالجامعة الإسلامية. وهناك العديد من الرموز والأسماء التي لمعت في مدينة المهدية الحارة الثانية لها وضعها الاجتماعي، مثل الراحل المربي والأستاذ “محمد الأمين الغبشاوي” ومولانا “السر المبارك” والراحل “الأمين حاج الطيب”.
فها هي الحارة تنجب أسماء لامعة في المجتمع ومعتمد الخرطوم “أحمد أبو شنب” مننا والسفير “العبيد” مننا و”الرشيد المهدية” .. فهنيئاً لها ولأبنائها وما يقدموه لهذا الوطن في تجرد ونكران ذات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية