لماذا يدمغ المواطن السوداني بالكسل؟!
يدمغ السوداني بالكسل وعدم العمل، لكن في نفس الوقت نجد إشادة من جهات كثيرة خارج السودان وأن السوداني “حمار شغل” ومحترم ومخلص في عمله، وهذه الشهادة لم تمنحها له دولة واحدة ولا جهة غير معلومة الهوية، بل في كل أقطار العالم يصف المواطن السوداني بالجدية والإخلاص والتفاني في عمله.. ولا ندري هل المادة عنصر أساسي في همة المواطن السوداني؟ أم أنه يستشعر المسؤولية خارج وطنه، بينما هو داخلها يحب “الركلسة” والنوم؟!
قبل أيام شاهدت ازدحاماً غير طبيعي بشارع “السيد عبد الرحمن” بالخرطوم وقد طال انتظار المركبات، بل المسافة من مستشفى “الزيتونة” إلى فندق “المريديان” سابقاً “ريجسني” حالياً تستغرق ساعة بالتمام والكمال، وعندما تخطينا منطقة الزحام ووصلنا إلى أسباب المشكلة وجدت عربات وآليات تعمل في شق الأرض لاستبدال أنابيب المياه.. تخيلوا أن تلك الأنابيب والشارع المكسر قد مضى عليها أكثر من عام تقريباً والشارع عبارة عن حفر هنا وهناك، وإذا لم يحسن صاحب المركبة القيادة لتسبب في مليون حادث.. تعجبت لتلك النفرة التي شقت الأرض لعدة أمتار وأنزلت تلك الأنابيب في لحظات، بينما كان العمل معطلاً لما يقارب العام.. سألت نفسي كيف عمل أولئك العمال هذا العمل خلال ساعات أو يوم بينما كان متعطلاً لعام؟! الإجابة ليست صعبة، وحسب ما ذكرنا فإن المواطن السوداني لا تنقصه الهمة ولا العزيمة، ولم يكن رجل أفريقيا المريض ولا مصاباً بالكسل كما هو مصنف عالمياً بذلك، المواطن السوداني في حاجة إلى قيادة، فإذا وجِدت يمكن أن ينفذ أي مشروع.
الإنسان السوداني لا يقل عن أي إنسان، ولكن أحياناً الظروف تضطره لممارسة هذا الكسل.. كيف هم في دول الخليج؟ كيف قاموا ببناء تلك الدولة التي أصبحت في مصاف الدول العالمية، كلها بخبرة وأيادي أبناء السودان.. لكن هناك مشكلة تحتاج إلى دراسة عميقة عن سر المواطن داخل الوطن، فأنابيب المياه قبعت في الطريق العام لمدة تجاوزت العام وتم تنفيذها في يوم أو بضع يوم.
ولفت نظري أيضاً وأنا أدخل سوق أم درمان، أمس، عدم وجود الزحام، فهذا السوق الذي لا تستطيع أن تمر من خلاله نملة في فترة العيد الآن يمكن لأي مواطن أن يشق السوق بعربته، لا يوجد زحام ولا اختناقات مرورية، والسبب أن المعتمد الجديد الأستاذ “مجدي عبد العزيز” درس الوضع تماماً وحرك معاونيه فقاموا بضبط السوق من الفريشة وأصحاب الطبالي المرصوصة على الطريق و”ستات الطواقي”، فالسوق كان في حاجة إلى تنظيم وليس قطع أرزاق المواطنين، دون فوضى أن تشويه الصورة.. فالسوق ومنذ عشرين عاماً وفي مثل هذه المناسبة يصبح بهذا المستوى الجيد.. نحن شعب محتاج إلى قائد لينصلح حالنا، فلسنا كسالى أو عاطلين.