عز الكلام
أقعدوا نظّروا وغيركم يطبق!!
أم وضاح
إذا كان حقيقة أن الشيخ الداعية السلفي “مزمل فقيري” قد رفض عفو الشيخ “الأمين” بعد أن أدانته المحكمة بالغرامة بسبب حديثه السابق في حق الشيخ المثير للجدل، فإنه بذلك يكون قد قدم صورة قاتمة لمعاني التسامح وصفاء النية والرجوع إلى فضيلة الحق وهو الرجل الداعية الذي يفترض أنه يقدم للناس (مواثيق) الخير والحق.. ولعلي ودون الدخول في تفاصيل هذه القضية التي بدأت باتهام سربته لقطة مصورة كان فيها شيخ “مزمل” يصف شيخ “الأمين” بأنه (يحنن) أرجل النساء وسط نفر من المستمعين والمتابعين لحديثه وهو حديث برأيي لا يقبله (حر) على نفسه ناهيك أن يكون رجلاً يطرح نفسه كداعية إسلامي، لذلك كان من الطبيعي أن يلجأ للقضاء النزيه العادل الذي أصدر حكماً في مواجهة المشكو، قابله الشاكي بتسامح هو حقيقة جوهر الإسلام الذي يدعو إلى العفو عند المقدرة، لكنني استغربت موقف شيخ “مزمل” وهو يرفض هذا العفو وكأن بينه والرجل خصومة شخصية وليس اختلافاً في الأفكار والرؤى والمذاهب الفقهية.. وتعالوا ننظر إلى هذا الأمر من زاوية أخرى، كيف نستطيع أن نربي جيلاً هو الخليفة على هذه الأرض السمراء دون أن يجد القدوة والمثل!! والخطاب الديني نفسه أصبح غليظاً قاسياً متشدداً رغم أن المولى عز وجل خاطب رسوله: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).. كيف سنعطي المثل والقدوة للسائرين على درب السياسة والرؤوس الكبار بينها ما أفسده الدهر ولن يصلحه العطار؟! أنا شخصياً ظللت أقول إن أخطر ما تتعلمه الأجيال بالممارسة والتعود هو الذي يثبت ولا ينمحي أكثر مما يتعلمونه على مقاعد الدراسة أو المكتوب على كراس الواجب، لذلك لا يستقيم أن يرفض شخص مد يده للآخر بالسلام وهو الذي يفترض أنه يدعو لهذه القيمة التي هي الأصل في الدين والأصل في الأخلاق.. كيف يعرض هؤلاء بضاعتهم ويتبنون الحديث عن الإسلام ويلحقونه بلوازم التدين من جلباب وسبحة و”دقن” ويهزمون أنفسهم بأنفسهم، في مقابل فعل كريم قام به الرئيس “أوباما” الذي لا هو داعية ولا يحزنون بل محسوب على أنه عدو الإسلام والمسلمين والرجل يقدم اعتذاراً لطفل أصوله نفسها ليست أمريكية عن فعل قام به آخرون، وهو رئيس الدولة العظمى ووجد من وقته متسعاً ليطيب خاطره مقدماً فضيلة الاعتذار وحسن الأدب؟؟ بالله عليكم كيف تحكمون، وكيف ينصر الإسلام وأنتم تهزمونه بأفعال صبيانية وخلافات تدور حول المظهر وليس الجوهر، القشور وليس اللُب؟ نتفرغ لتقديم النماذج غير الكريمة رغم أن ديننا دين الكرم والسماحة، لكنه كرم وسماحة محفوظان في الكتب والتنظير، وغيرنا يقدم الكرم والسماحة بتطبيقات وتمارين (هوم ورك) لأولادنا، ونحن نفتح خشومنا أمام مرآة التاريخ التي لو لها يدان لحملت التراب وقالت لينا هاكم الترابة دي في خشمكم!!
{ كلمة عزيزة
ليس كافياً أن تعلن السلطات عن وجود شركات تتاجر بالأدوية الفاسدة هكذا دون توضيح أو تعريف بهوية وأسماء وملاك وأصحاب هذه الشركات، التي هي للأسف (تغش) في أرواح الناس بكل قوة عين وموت ضمير لا يقوم به مسلم أو حتى إنسان دينه وأخلاقه الإنسانية، وبالتالي فإن فقه السترة هذا لا ينفع في أمر خطير يمس حياة الإنسان السوداني، لأنه لو جردنا الحساب (بالذي مضى) فإن أصحاب هذه الشركات يستحقون (الشنق) في ميدان عام، فكم من طفل تناول جرعة دواء فاسدة أودت بحياته، وكم من شيخ مسن أو سيدة تسبب دواء بلا فعالية ولا صلاحية في زيادة معاناتهم.. هؤلاء مجرمون وقتلة ينبغي أن يكشفوا للشعب السوداني، اللهم إلا أن كان الجهر بالأسماء ح يجرجر ويصل لحتات حساسة!!
{ كلمة أعز
قرأت في واحدة من صحف أول أمس أن نظامياً تم إيقافه عن العمل بمطار الخرطوم لأنه قام بتفتيش حقيبة زوجة وزير في طريقها للخارج.. أتمنى ألا يكون الخبر صحيحاً، لأن مثل هذا النظامي الذي انحاز لشرف المهنة، والمواطن أياً كان عنده بعد القانون وليس قبله يفترض أن يرقى ويحفز لأنه ضرب المثل والقدوة وإلا ح نفضل محلك سر.