رأي

مسألة مستعجلة

وقَّف أمريكا على رجل !!

نجل الدين ادم

ملأت قصة خبر الطالب السوداني اليافع “أحمد” ابن مرشح الرئاسة السابق “محمد الحسن الصوفي” الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، المواقع الاسفيرية وهو يتلقى اعتذاراً من رئيس أكبر دولة في العالم على تعامل الشرطة الأمريكية بتعسف من جراء اشتباه، من أن الطالب قد صنع قنبلة وفي الحقيقة هي ساعة!.
الخوف الأمريكي وسوء التقدير ووسواس الإرهاب أحال قصة هذا الطفل المعجزة إلى عوالم الشهرة، وذلك بعد أن أبلغت معلمته الشرطة بأن الطالب قام بصنع قنبلة، وما كان منها إلا أن أتت مهرولة وأخذت المسكين حيث الترهيب والتخويف وقسوة التعامل، مع من؟، مع طفل عمره لا يتجاوز الـ(12) سنة، حيث تم حبسه وإحالته إلى دار الإصلاحية، وعندما فشلت السلطات في إثبات زعم مُعلمة الطالب، أخرجته الشرطة من الإصلاحية، ولكن دون أن تقدم اعتذاراً له، بل قامت باستكتابه إقراراً بأن لا يعود إلى ما صنعه، صنع شنو؟، ما مهم، فقط المهم أن لا يعود إلى فعلته!، خرج الطالب السوداني بعد مجهودات أسرته والخوف يملأ صدره، لكنها دقائق معدودات حملت فيها الوسائط الإعلامية في ولاية دلاس القصة المؤثرة وسوء التقدير من قبل السلطات المحلية هناك. وتعاطفت معه منظمات المجتمع المدني وقطاعات الطلاب، ليجئ من بعد ذلك التعاطف الأكبر والأروع الذي نزع عنه الخوف وأعاده مرفوع الرأس، هذا التعاطف جاء من رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية “أوباما” وهو يقرأ في القصة وما كان منه إلا أن أرسل عبر حسابه الخاص في تويتر رسائل اعتذار مباشرة للطفل المعجزة، ورسالة توبيخ مبطنة للشرطة والمعلمة على فعلتهما وسوء التقدير للموقف، فكان النصر، وخير النصر أن يأتي من كبيرهم أوباما استبعد وهو يطلع على تقارير الحادث الفرضية الإرهابية التي تعشش في عقول السادة الأمريكان من الوهلة الأولى، لذلك لم يتردد في أن يعيد الأوضاع إلى طبيعتها وينتصر لهذا الطفل السوداني ولذكائه الذي جعلة يقوم بصناعة ساعة وهو ما يزال في ريعان الصبا.
الحدث بالتأكيد كان محطة جديرة بالتوقف عندها سواء من قبل الوسائط الإعلامية أو المربين أو الشرطة ، ذلك أن الخطأ الأكبر كان من معلمته التي تقوم بمهمة التربية والتعليم. يعني الاثنان معاً وفي التربية هذه تكمن مقدرة المعلم في اكتشاف نفسيات الطلاب وسلوكياتهم ومن ثم التعامل معها، لكنها المعلمة أرادت أن تعبر إلى عالم الإثارة فعاد عليها الأمر مقلوباً، وكل العالم وعلى رأسهم الرئيس “أوباما” يحملها مسؤولية هذا الخطأ الفادح الذي اضطر الرئيس أن يعتذر، إنابة عن كل هؤلاء المتجاوزين ويدعو الطالب إلى زيارة البيت الأبيض.
“أحمد” .. كنت جديراً بأن تعلم الأمريكان درساً لن ينسوه وأنت تلقن معلمتك درساً لن تنساه والشرطة صاحبة الحس الأمني، بأن الشبهات قد تقود أحياناً إلى الهلاك. والتحية لك وأنت تتلقى تعظيم سلام في البيت الأبيض، وكان الله في عون العبد وكان العبد في عون أخيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية