ولنا رأي

مستشفى عبودة والنفايات الطبية..!!

لم تخلُ منطقة من المناطق أو حي من أحياء ولاية الخرطوم ولا شارع من شوارعها إلا وقد امتلأت بالنفايات بصورة عشوائية، وظلت تلك النفايات بتلك المناطق لأكثر من أسبوعين وربما أكثر.. حتى الآن لم نعرف سبب تعطل عربات نقل النفايات وعدم مرورها الأسبوعي كما كانت عليه، مما جعل الطرقات تنبعث منها الروائح الكريهة بسبب تعفن النفايات، وعبث الصبية الذين يبحثون في أكياس النفايات فيأخذون ما يفيدهم ويتركون الأكياس مبعثرة، وأحياناً تعبث بتلك النفايات القطط والكلاب، شأنها شأن أولئك الصبية.. أو أطفال الشوارع.
إن قضية النفايات العادية ربما تكون أقل خطورة من النفايات الطبية، بالأمس اتصل علي بعض شباب الثورة الحارة التاسعة يقطنون بالقرب من مستشفى عبودة الطبي بالمنطقة، طالبوني بالإسراع بأعجل ما يمكن، عندما وصلتهم أشاروا إلى نفايات خلف المستشفى ظننت في بادئ الأمر أنها نفايات مثلها ومثل بقية النفايات المبعثرة في كل الأمكنة والطرقات، ولكن عندما اقتربت أكثر وجدت مع النفايات الموجودة كمية من الحقن الفارغة ومازالت ملوثة بدم المرضى، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الجوينتيات المنتشرة هنا وهناك.. لم أصدق ما رأيت هل هذه المستشفى لا تدرك خطورة ذلك، خاصة وأن عدداً من مدارس الأساس والبنين بجوارها، ونعلم براءة الأطفال إذا ما شاهدوا تلك الجوينتيات.. بل  حدثني أولئك الشباب الذين يقطنون جوار المستشفى وتلك المدارس بخطورتها على أولئك الأطفال. وهناك الشماسة أو الأطفال الذين يبعثرون النفايات فيأخذون منها ما ينفعهم. وبالتأكيد أن تلك الجوينتيات مغرية بالنسبة لهم وهم في سن اللعب، فمنهم من استخدمها كبالونة فأدخل فمه ومن ثم بدأ في نفخها، أما الحقن الفارغة وهي ملوثة بالدم بالتأكيد فيها خطورة لانتشار الأمراض ليس على المارة ولكن على سكان الحي إذ تنتقل الأمراض عن طريق الهواء.
إن مستشفى عبودة بالثورة الحارة التاسعة يجب أن يدرك مدير مستشفاها خطورة النفايات الطبية، التي يقذف بها العمال خارج سور المستشفى وبجوار تلك المؤسسات التعليمية وتلاميذها الصغار.
لقد أصبح تلوث البيئة لا يهم المسؤولين وإلا لما انتشرت تلك النفايات المنزلية والنفايات الطبية التي تشكل خطراً أكبر من النفايات المنزلية.. فهل يعي مدير مستشفى عبودة خطورة هذه النفايات القابعة شمال سور المستشفى، أم أنه مغيب تماماً أو كما يقول الآخرون وأنا مالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية