الرجال مواقف..!!
وجد الأستاذ الصحفي الوزير الجديد بوزارة الحكم المحلي “حسن إسماعيل” انتقاداً لاذعاً من الأسافير المختلفة بسبب قبوله هذا المنصب.
الأستاذ “حسن” كان من أشد أعداء الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي قبل أن يكون عدواً للحكومة الحالية، فظل يكيل الشتائم والسباب للإمام “الصادق” وربما السبب أنه لم يجد موضع قدم في المناصب الكبيرة بالحزب، ومن ثم لجأ لحزب الأمة القيادة الجماعية تحت رئاسة الدكتور “الصادق الهادي المهدي” كادراً فاعلاً منذ عام 2012م، كما قال الدكتور “الصادق الهادي” عنه. وأثنى دكتور “الصادق” عليه وعلى الدور الذي قام ويقوم به داخل حزب الأمة القيادة الجماعية منذ أن انسلخ عن حزب الأمة الإصلاح والتجديد، ودخوله الأمة القيادة الجماعية ضمن مجموعة المنسلخين من بينهم “فهمي النقر” و”إدريس البدري” و”الشوش” وقيادات أخرى انضموا للحزب عبر مؤتمر صحفي عقد بالشهيد الزبير وقتها.
الدكتور “الصادق الهادي” أمن على وجود الأستاذ “حسن” بالحزب ولم يدخل الوزارة إلا من بوابتها عكس ما قاله بعض الأعضاء الذين نفوا نسبه وعلاقته بالقيادة الجماعية.
الأستاذ “حسن” شاب له طموح مثله ومثل الكثيرين من القيادات السياسية التي ناصبت الحكومات السابقة العداء وليس فيها شيء ثابت، وأذكر أن مسؤولاً مايوياً أجريت معه حواراً صحفياً قبل فترة طويلة فكال السباب والشتائم للإنقاذ ولم يترك لها صفحة ترقد عليها كما قال، ولكن خلال فترة وجيزة من الحوار الذي أجريناه معه إذ بي أسمع اسمه ضمن المرشحين لمنصب رفيع بالدولة ولم أسمع له نفياً أو اعتراضاً ومازال يتمتع بالمنصب. وهناك أحد الأشخاص الذين كان يشد الناس الرحال إليهم لسماع شتائمه للإنقاذ عبر خطبة (الجمعة) التي لن نجد مكاناً للجلوس فيه بالمسجد الفخيم، ما لم تأت قبل الحادية عشر، ولكن بعد فترة تحول هذا الشخص إلى كبار المدافعين عن الحكومة وأصبح واحداً من أبنائها المدللين.
فالأستاذ “حسن” لم نقف معه أو ضده في موقفه الذي اتخذه واختاره ليعتلي الوزارة مصحوباً بحماس الشباب، ولكن أمثال الأستاذ “حسن” كثيرون وهذه هي السياسة وصدق من قال بأنها لعبة قذرة، فليس فيها مواقف أو ثوابت، فالإمام “الصادق المهدي” هاجر وعادى النظام المايوي ولكنه اختار في فترة من الفترات الصلح فدخل الاتحاد الاشتراكي، وكذلك الدكتور “حسن الترابي” وكل الإسلاميين كانوا من أشد أعداء النظام المايوي، ولكن عندما اختاروا طريق الغنائم والمصالح شاركوا حتى نهاياتها وناصبتها الأحزاب الأخرى العداء بعد انتفاضة رجب أبريل 1985م، والإنقاذ بعد عداء سافر مع الأحزاب التي اختارت القاهرة وأديس مكاناً للمعارضين عادت بعد ذلك وشاركت في الحكم ومازالت تلك الأحزاب تشارك، فانظروا كم من أحزاب الأمة مشاركة الآن في السلطة، وكم من أحزاب الاتحادي وحتى الذين اختاروا أن يقفوا مع المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة عادوا وشاركوا في الحكم. وهذا يعني أن كل شخص وكل حزب له مواقفه التي يرى أنها صاح أو خطأ وهذه قناعاته، ولكن المجتمع والآخرين يحددون موقفهم من هذا الشخص وربما يكون محرجاً في اللقاءات والتجمعات العامة، وفي الأفراح والأتراح ويتحاشى نظرة الناس له، وهذه مواقف صعبة لا يحس بها إلا في تلك التجمعات.