هل بداية الوالي كانت موفقة مع الإعلام؟!
رغم الصورة الجيدة التي رسمها لأهل الإعلام لدى مشاركتهم له في أول مؤتمر صحفي يقيمه بعد تعيينه والياً لولاية الخرطوم إلا أنه أفسد تلك الصورة الناصعة التي رسمها لهم بالطريقة الاستفزازية عندما بدأ يجيب على أسئلة الصحفيين والكبار منهم عندما كان يقول هذا صحفي كبير بيسأل بهذه الطريقة، الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم في ظني لم تكن إجاباته موفقة للصحفيين، فطالما أن السيد الوالي قد خرج للعمل العام ينبغي أن يتحمل أسئلة الصحافة مهما كانت ضعيفة أو قوية، فالصحفيون أحياناً يسألون عن أكلك وشرابك وأهل بيتك.. فلا بد أن تتحمل تلك اللغة طالما رحبت بمقابلتهم وإقامة شراكة بينك وبينهم.
فالصحفيون لا يأتون للمؤتمرات الصحفية لإرضاء المسئول أو الطبطبة على كتفه، ولكن جاءوا ليسألوا غيابه عن هذا الشعب الذي ائتمنه على كل شيء ماله وأمنه وكل ما يملك في هذه الدنيا، فأنت مسئول وينبغي أن تُسأل عن مسئوليتك وبالطريقة التي يراها مندوب هذا الشعب، فالصحفي مرتبط بالجماهير والمواطنين فالأسئلة التي يطرحها تعبر عنهم وليس عنه شخصياً، فالفساد مستشرٍ ومكتب الوالي السابق أُتهم في أحد الأشخاص الذي كانوا فيه.. ولا بد أن تسأل الصحافة عن الإجراءات التي سوف يتبعها السيد الوالي خلال فترته القادمة، ومن حق الصحافة أن تسأل السيد الوالي عن نظافة وطهارة هذه الولاية لأنها واجهة وقبلة الوطن.. فلا بد أن يطمئنوا على ما يقوم به الوالي وأركان حربه خلال الثلاثة أشهر التي أمضاها أو خلال فترة حكمه الباقية.
الصحافة ليست عدواً لهذا الوالي ولم تلب الدعوة للمؤتمر الذي دعا له بقاعة الصداقة ليكونوا متفرجين.. فكان ينبغي على السيد الوالي أن يجيب على قدر السؤال مهما كانت قوة أو ضعف الأسئلة، فالسيد الوالي أدار مؤتمره الصحفي بنفسه لم يشرك إعلامه معه حتى في تنظيم وإعطاء الفرص، فالسيد الوالي كان الكل في الكل فالمعاملة مع المدنيين سعادة الوالي تختلف عن العسكريين فإذا كانت إدارتك للمؤتمر بتلك الطريقة فنخشى على الولاية من تلك الطريقة، فالمدنيون هم أساس نجاح وفشل المسئولين عكس العساكر الذين لا يخالفون الأوامر.
فولاية الخرطوم سودان مصغر وتحتاج إلى شخص نفسه بارد، فاللغة الجافة أو الناشفة تتكسر فيها كثير من تنفيذ القرارات وبحجج مختلفة.
لقد استبشرنا خيراً بأن الولاية جاءها شخص يسمى الفريق الركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” والصحفيون أول من يبشر بنجاحه، ولكن لغة الاستفزاز لن يرضوها أبداً خاصة وأن المؤتمر كان منقولاً على الهواء وعبر عدد من الفضائيات، السيد الوالي تواجهك تحديات كبيرة فالإعلام رأس الرمح في نجاح أو فشل أي شيء. صحيح ترحيبك لهم كان بادرة طيبة قلّ أن يعملها المسئولون فإن أردت أن تكبسهم فلا بد أن تكون المعاملة بغير تلك اللغة.