هذه كانت بدايات الحركة الإسلامية!!
في سبعينيات القرن الماضي كان مدخل الحركة الإسلامية لاستقطاب الشباب والنابهين منهم إلى صفوفها عن طريق الصلاة بالمسجد ثم اتبعت أسلوباً آخر وهو كرة القدم، فأصبحت كرة القدم مرة في الأسبوع أو مرتين تحاول من خلالها استقطاب الشباب، وكان هناك فريقان تقريباً الفريق الأول بمدينة الثورة، وكان من عمالقته الراحل “الأمين حاج الطيب” وهو من أبكار الإسلاميين وواحد من مقدمي البرامج الإذاعية الدينية منها والفكرية، وكان أحد مؤسسي فريق مدينة الثورة وأطلق عليه اسم فريق القادسية، ومن الشباب آنذاك طلاب جامعة الخرطوم كلية الآداب الأستاذ “محمد النجومي محمد دولة” وأستاذ الفنون الجميلة الفنان التشكيلي “عمر عبد القادر” أحد طلاب المعهد الفني، والأستاذ المهندس “عبد القادر الفحل” والأستاذ المربي “عبد الجليل النذير الكاروري” الذي كان يقدم الوعظ والإرشاد لأولئك الشباب وهناك الأستاذ “عبد الله التلب” وأبناء “الزين” أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم وشقيقه الطالب بكلية الزراعة جامعة الخرطوم وطالب الطب “أحمد آدم” وشقيقه طالب الثانوي “سامي” أو “إسلام” وطالب الطب بجامعة الخرطوم “إسماعيل محمد أحمد البشير” وشقيقيه “عبد الله” و”أبو القاسم” والباشمهندس “يوسف زيدان” و”حسن البنا حامد عمر الإمام” وعدد كبير من طلبة المرحلة الثانوية أصبحوا فيما بعد أطباء ومهندسين وأساتذة لغات وغيرهم أمثال “عاصم” و”الباقر” والبروفيسور الآن “إمام محمد عبد الرحيم” وشقيقه “محي الدين” و”عوض سليم” والدكتور الآن “كمال محمد عثمان” رئيس حزب السودان الآن.
لقد كانت الحركة الإسلامية تركز وقتها على الشباب الذين يؤدون صلواتهم بالمسجد فكان فريق كرة القدم أكبر وسيلة استقطاب، فدائماً يلتزمون بإنهاء المباراة قبل صلاة المغرب.. وبعد الصلاة يذهبون إلى المسجد وتتواصل جلساتهم أحياناً إلى صلاة الصبح.
الحركة الإسلامية وقتها لم تفكر في منح أولئك الشباب مال أو جاه أو سلطة، كانت تحثهم على المحافظة على أنفسهم وعلى دينهم، ولذلك جاءت تربيتهم تربية ناصعة ربما أفضل من تربية أسرهم، لذا كثير من أولئك الشباب انضموا دون أن يعرفوا طبيعة التنظيم أو من هم الإخوان المسلمين وما هي تلك الحركة وماذا تقدم ومن مؤسسها إلا عبر بضع كتب للشهير “سيد قطب” و”حسن البنا” وكان أولئك الشباب مميزين وسط أقرانهم وفي بيوتهم، وأصبحوا الآن علامات بارزة في المجتمع.
أما الفريق الرياضي الثاني بمنطقة أم درمان كان بمنطقة ود نوباوي كان من بين الإخوان فيه “المحبوب عبد السلام” الطالب بالمدرسة الأهلية الثانوية و”مطرف صديق” طالب الطب بجامعة الخرطوم وشقيقه “علي صديق” و”عاصم محمد أحمد عيسى” وآخرين تخرجوا من بعد ذلك من كليات الصيدلة والزراعة وبعض الكليات الأدبية من داخل وخارج السودان.
هذه كانت بدايات الحركة الإسلامية وكيف كان الانتماء إليها يعني الطهر والعفاف ومخافة الله في كل شيء، ولذلك عندما فتنت السلطة والمال الناس وقف المد وخربت النفوس والضمائر، فمن كان يصدق أن تلك الحركة ومنسوبيها ينتهي بهم الحال للضرب تحت الحزام وخطف اللقمة من أفواه البعض.