الخرطوم هل تصبح مدينة فاضلة؟!
رسم مولانا “حاج أحمد” إمام وخطيب مسجد الحارة التاسعة العتيق صورة قاتمة لدى تناوله في خطبة الجمعة أمس الحالة التي عليها الناس الآن بالسودان، واستشهد بالأحاديث والقرآن لكل من علم إنساناً جريمة وظل هذا الشخص يمارسها تكتب له سيئات كل الأفعال التي يقوم بها هذا الشخص إن كان مارس الزنا أو ارتكب فاحشة مع امرأة دون رضاها، وكل الموبقات من تناول للخمر والمخدرات فكل إثم يعود على الشخص الأول الذي كان سبباً في ارتكاب الجرائم.
فمولانا “حاج أحمد” لم يكن متفائلاً للوضع الذي نعيش فيه من ارتكاب للجرائم، من قتل وانتهاك حرمات الناس وصناعة وبيع الخمور والمخدرات ومعظم الفواحش التي حولت حياة الناس إلى جحيم.
الجريمة بالبلاد أصبحت مخيفة جداً ولا أحد يأمن حياته داخل أسرته أو في الطريق العام، فالمجرمون كثر فلا وازع ديني يخيفهم، ولا قانون سماوي أو أرضي يعملون له ألف حساب. في النظام المايوي عندما بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية فالسارق تقطع يده والزاني يجلد، فالعقوبات الحدية أوقفت الجرائم وعندما ضاق البعض بالتطبيق وسؤال الرئيس “نميري” إن الإسلام ليس فيه تجسس، قال الإسلام ما فيه تجسس ولا تحسس ولكن نحن بنط الحيطة كمان دلالة على أن التطبيق لازم يستمر مهما كان موقف العلمانية منه.
الآن الجريمة تطورت ومرتكبوها لا يخافون الله ولا القانون، بل يتسلحون لارتكابها.. ففي الماضي لا أحد يتجرأ على تحطيم زجاج عربة واقفة على الطريق العام ولا أحد يستطيع أن يكسر متجراً أؤتمن على بضاعته.. الآن السيارات يحطم زجاجها وتسرق الممتلكات التي بداخلها، وتكسر المتاجر وتنهب الأموال والخفراء وخدم المنازل يسرقون البيوت التي اؤتمنوا عليها، فالآن الجميع يلهث من أجل الحصول على المال بالحلال أو الحرام لا يهم.. وأحياناً تكون الجريمة جريمتين الأولى السرقة والثانية القتل إذا أحس المجرمون بمقاومة صاحب المنزل أو صاحب المتجر، وخيانة الأمانة أصبحت واحدة من الظواهر المتفشية الآن فمن وضع على خزائن مؤسسة أو عمل خاص لا يتورع في نهب تلك الأموال، ومن استدان منك مالاً فلا تتوقع أن يعيده لك ما لم تكن عليه قائماً، وأحياناً تسمع في مالك الذي أعطيته لهذا الشخص أو ذاك مليون كلمة فارغة.. لا ندري ما الذي حدث لهذه الأمة، لماذا تفشت هذه الظواهر السيئة في المجتمع من نهب وقتل وسرقة وخيانة أمانة وبيع خمور ومخدرات وانتهاك لأعراض الناس، فالحياة بهذه الصورة لن تستقيم ما لم تطبق القوانين الرادعة على كل مرتكب جريمة حتى يعود لنا مجتمعاً فاضلاً كما كان، والمدينة الفاضلة ليس أمنية ولكن يمكن أن تكون لدينا مدينة فاضلة إذا طبقنا القوانين وأعطينا كل ذي حق حقه، فالتطبيق الشرعي يعيد للبلاد أمنها وسلامتها.