لقاء من ؟!
يلتئم اليوم (الجمعة) أو غداً( السبت) على الأرجح لإشكالات تتعلق بتصنيف المدعوين وأشكال الأغطية والطلاء السياسي، يلتئم اجتماع أو لقاء مشترك بين الآلية الأفريقية الرفيعة وما يسمى بقوى المعارضة المسلحة السودانية مضافاً إليهم السيد “الصادق المهدي” إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة. ولا أشك في أن هذا التمييز والاختصاص يشعل الحماسات المواراة بين جوانح الإمام رغم أنه سيحضر بشخصه وربما بعض أسرته وصديق الصحفيين المهذب “محمد زكي” سكرتيره الخاص وبحسب إيضاح من ممثل الاتحاد الأفريقي بالخرطوم السفير “محمد كان” فإن المنشط مختص بالانعقاد بين الآلية ومتمردي الحركات والإمام” الصادق” ولا يشمل الأمر بقية الشرذمة القليلين من ما تسمى بقوى الإجماع الوطني، وتعبير الشرذمة من الكاتب ولا علاقة بالسفير “كان” به.
السيد” ياسر عرمان” المولع بنصب خيام السيرك والمسارح المتجولة في هكذا مناسبات ملأ الدنيا ضجيجاً بأن الملتقى لكل المعارضة ونثر أجندته ووزع رقاع الدعوة حسب مزاجه وهبط برهط حاشد من مساعديه في قطاع الشمال بجنوب أفريقيا في طريقه للزهرة الجديدة وأتوقع أن يحول المناسبة لعمل صبياني ونزق هتافي من خلال تمسكه وإصراره على دعوة “فاروق أبو عيسى” و”أمين مكي مدني”، إذ أتوقع أن يقدمها بين يدي عملية للتسويق السياسي لكونهما كانا معتقلين وتلك القصة المعروفة.
عجيب أمر بعض الأحزاب السياسية الرافضة للحوار الوطني خاصة من قوى الإجماع التي هي ليست محظورة وتمارس نشاطها بدلالة أن حزب المؤتمر السوداني يعقد يومياً مخاطبات في الأسواق والمواقف ويسهم في فك ضجر جمهرة المنتظرين للمواصلات وهو -أي فك الضجر- عمل وطني نبيل بلا شك
لقاء المعارضة في أديس أتمنى أن تمتلك معه الشجاعة للكشف فيه عن خلافاتها ،إذ لمعلومية القراء فإن من يقولون أنهم يمثلون إجماع الشعب قد أقصوا بعض حلفائهم، فالدعوة تخطت ممثل قطاع الشمال نفسه في مكتب إثيوبيا كما تجاوزت نشطاء كبار ليس مرضياً عنهم وأسقطت بعض أجنحة أحزاب البعض وانتقت أسماء من الإصلاح بصفاتهم الشخصية، هذا بخلاف الرجاءات المتصلة لـ”عبد الواحد” حتى لا يتفلت بالحديث والاستماتة في إقناع” أبو عيسى” و”أمين مكي” للحضور لأن هناك تكريم لهما بين أشواط الاجتماع وكأن الأمر مباراة للممتاز بإحدى ولايات السودان !
لا أتعمد الاستهزاء لكن ما يجري مسرحية وعرض بائس لو كنت مكان” امبيكي” لوفرت فيه الزمن والجهد لأصل قضية الحرب والسلام عوضا عن أنشطة العلاقات العامة هذه.