رأي

مسألة مستعجلة

متى تغادر (يوناميد) دارفور؟!
نجل الدين ادم
يزور مجلس الأمن والسلم الأفريقي هذه الأيام البلاد بغية الوقوف على الأوضاع في إقليم دارفور على أرض الواقع، النتائج التي سيتوصل إليها بشأن الأوضاع هناك ستكون هادية بالتأكيد في دعم خروج القوات المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمعروفة بـ(يوناميد) من البلاد بوصفها قوات جاءت لحفظ الأمن في الإقليم، وخلاص الأوضاع قد هدأت.
المؤسف أن زيارة وفد مجلس السلم الأفريقي هذه جاءت في أعقاب احتجاج الحكومة على التقرير الذي اعتمده المجلس بشأن تقييم الأوضاع في دارفور، من قبل بعثة (اليوناميد) والذي أشارت فيه الأخيرة صراحة إلى أن هناك تدهور في الأوضاع. وعلى طول تبنى المجلس الأفريقي والذي يفترض أن يدعم خط السودان في المعالجات، تبنى إفادات هذه البعثة دون أن يكلف نفسه عناء الوقوف على الأوضاع بإرسال موفد أو فريق، ومجلس السلم يعرف أن لبعثة (يوناميد) مصلحة في البقاء وعدم الخروج من دارفور، فلماذا يسايرها في تقاريرها المغلوطة؟. احتجاج الحكومة على هذا الموقف جعل الاتحاد الأفريقي يختار الطريق السليم للوصول إلى الحقائق بشأن الأوضاع الأمنية في الإقليم. ويأتي مجبراً غير كاره ليزور دارفور بنفسه ويلتقي المسئولين هناك وفي المركز. وحسناً فعلت الحكومة وهي تعطي الوفد الزائر الحرية الكاملة في تقصي الأوضاع بنفسه، يلتقي من يلتقي ويزور حيث يشاء إلى أن تتجمع لديه الحقائق، حسبما ذكر وزير الخارجية.
في أوقات كثيرة وعلى حين غفلة من الحكومة تجد الوسطاء الأفارقة أو مثل هذه التكتلات الإقليمية تؤذينا أكثر مما تنفعنا، وخير شاهد على ذلك أن الاتحاد الأفريقي أراد أن يكون تقرير (اليوناميد) هو الأساس في وجهة نظره بشأن خروج أو بقاء القوات الأفريقية، لذلك فإن الأمر يحتاج لمزيد من الحرص والمتابعة من قبل الحكومة، وأن تكون صارمة في أي تجاوز تقع فيه أي جهة مهما علا شأنها.
بعثة (يوناميد) يفترض لها أن تحترم نفسها وتخرج طائعة بدلاً من أن يتم طردها طالما أن الجهة التي وافقت على دخولها لا تريدها الآن، بجانب أن مهمة البعثة انحصرت في حفظ الأمن وطالما أن الأمن مستتب فإن ذلك يتطلب المغادرة قبل الطرد، وعلى بعثة (يوناميد) أن لا تتحيل بالأوضاع الأمنية طالما أنها أقرت باتفاق (جنتلمان) أن تخرج في أعقاب تطور الأوضاع على الأرض إلى أحسن.
مسألة أخيرة .. تأسفت على انطباع بعض نواب المجلس وإشارتهم السالبة بأن خروج قوات (اليوناميد) سيؤدي إلى فقد (13) مليون دولار، وأن ذلك من شأنه أن يجفف سوق العملة الأجنبية. معقولة يا نواب أن يكون قلبكم على الدولار أكثر من العار، وعناصر من قوات البعثة قد قامت قبل فترة ليست بالطويلة، بتقتيل الضعفاء من أهل دارفور بزعم الدفاع عن النفس. آمل أن تتخذ الحكومة موقفاً قوياً في شأن مغادرة هذه القوات التي تريد أن تتكسب على حساب استمرار الحرب واضطراب الأوضاع الأمنية .. انتبهوا!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية