ولنا رأي

وخرج "أسامة داؤود"..!!

خرج رجل الأعمال الأستاذ “أسامة داؤود” عن صمته وخص بعض الصحف بحديث عن قضية احتكار استيراد القمح والدقيق، وقال لتلك الصحف أن تحرير القمح والدقيق هو الحل الأمثل، وقال أن الحكومة تتحكم في كافة الإجراءات المالية من سعر الصرف مروراً بتحديد التكلفة وحتى سعر البيع للمخابز.
فخروج الأستاذ “أسامة” يعني إن في الصمت كلاما طوال الفترة الماضية، والآن لا بد أن يواجه المعركة بسلاح مفتوح بدلاً عن الصمت، فالمعروف ومنذ زمن أن الدولة ظلت تدلل “أسامة داؤود” وشركاته وهو المستفيد الأول من عملية الاستيراد، ولكن لا ندري ماذا جرى الآن ولماذا صمتت الحكومة طوال الفترة الماضية وهي تعلم علم اليقين أن هناك شركات محدودة هي التي تتحكم في السوق، وفي عملية الاستيراد خاصة فيما يتعلق بقوت المواطنين مثل سلعة القمح والدقيق حتى أصبح المواطن لا يستطيع الإيفاء بمتطلبات حياته الغذائية، فليس من المعقول أن تتراجع أرغفة الخبز من ست عيشات إلى ثلاث.. وإذا وزناهم ربما يكون العدد اثنين.. فالأستاذ “أسامة” في إفاداته قال بعد التحرير ربما يصل عدد الأرغفة إلى اثنين بجنيه، وربما يبلغ  العدد أكثر من ذلك، فإذا تم فك الاحتكار بالتأكيد سيمتلئ السوق بكميات كبيرة من القمح والدقيق لأن التنافس أصبح كبير، والبقاء لمن لديه دولار.. وقد لاحظنا ولأول مرة منذ انفصال الجنوب نجد توفر سلعة السكر وبكميات كبيرة بعد أن تم تحريره، ففي رمضان كان المواطنون يعانون من الحصول على رطل سكر ناهيك عن جوال، ولكن كم كانت الكميات في رمضان الماضي؟!
لقد شهدت الأسواق استقراراً كبيراً في هذه السلعة وأصبح المواطن يشتري بالسعر الذي يناسبه من التاجر الذي أيضاً يناسبه سعر البيع.. ففك الاحتكار هو سبب الوفرة في كل سلعة، ليس الدقيق أو القمح أو السكر حتى الكماليات، فالسوق عرض وطلب.. فإذا توفرت السلعة لا يضير المشتري أن يأخذها بألف جنيه أو خمسة جنيهات، ففي أسواق الخضار نجد الوفرة في المواسم لكل صنف يؤدي إلى تخفيض سعرها.. وإلى وقت قريب كان كيلو الطماطم بأسواق بحري أو أم درمان أو السوق المركزي لا يتجاوز الخمسة جنيهات، وعندما حدثت الندرة تجاوز الكيلو الخمسين وحتى بلغ الستين جنيهاً.
وكذا الحال في العنب والبرتقال حتى الليمون وقت الوفرة تجد الكيلو بخمسة جنيهات وأحياناً نجد ثلاثة حبات بخمسة جنيهات.. لذا لا أعتقد أن فك الاحتكار سيزيد من معاناة المواطنين ولن يجعل قطع الخبز بأكثر مما هو عليه الآن، فعلى الشركات التي تعمل في مجال استيراد القمح أن تكون المنافسة فيما بينها شريفة لينعم المواطن بأمن غذائي بدلاً عن الحالة التي هو عليها، بينما تماسيح السوق يتطاولون في البنيان ويمصون دماء الغلابة الذين يبحثون عن قطعة خبز حتى ولو حاف.
يجب أن يخرج “أسامة داؤود” وغيره للإعلام لتوضيح الحقائق قبل أن تخرجهم المصلحة الخاصة.
{ همسة
نشكر وزير التربية بولاية الخرطوم الدكتور العابد الزاهد “عبد المحمود” على تفهمه لدور الإعلام والصحافة وموافقته بشطب البلاغ في مواجهة (المجهر) ونحن نعتذر له إن أصابه أي رشاش من أقلام الأخوة الصحفيين، ودمت ودمنا في ود وعلاقة من أجل المصلحة العامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية