ولنا رأي

من يعيد للسودانيين كرامتهم؟!

لا أدري ماذا يفعل سفراء بلادنا بالمحطات التي اختيروا للعمل فيها، هل العمل الدبلوماسي محاولة لجمع الدولارات والعفش في نهاية الأربع سنوات التي يقضيها هذا الدبلوماسي، أم أن عمل الدبلوماسي جذب المستثمرين وخلق علاقة قوية ومتينة مع الدول التي يعمل فيها، وما هو موقف هذا الدبلوماسي في حل مشاكل الجالية الموجودة معه بمحطته، نلاحظ أن كثيراً من دبلوماسيينا ينأون بنفسهم من الخوض مع الجاليات السودانية الموجودة في أي قطر من الأقطار عن حل مشاكلهم، فدائماً يبتعدون ويتجنبون مواجهة الدولة الموجودين فيها إذا تعرض فرد من أفراد الجالية لإساءة أو لتجريح أو انتهاك حقوقه، دائماً نلاحظ أولئك السفراء أو القنصل أو القائم بالأعمال يعمل على حل مشكلة لأحد من أفراد الجالية وها هي المواقع الاسفيرية تعرض مشكلة مواطنة سودانية ذهبت للعمل كخادمة مع إحدى الأسر السعودية بالجوف، نقلت الاسافير أن السودانية (الخادمة) تعرضت للإساءة والتجريح وربما التحرش من قبل السعودي الذي ذهبت للعمل معه، اضطرت هذه السودانية أن تلجـأ إلى الشرطة لإنصافها ولكن نعلم أن الشرطة السعودية لا تنصف أجنبياً على ابن البلد، فالشرطة السعودية دائماً تقف إلى جانب المواطن حتى ولو كان مخطئاً، فكم من سوداني رحل بملابسه، وكم من سوداني ترك شقا عمره  لأن الكفيل ذهب إلى الشرطة وطلب ترحيل هذا المواطن.
إن ملف السودانيين بالمملكة العربية السعودية وضياع حقوقهم مع الكفلاء يشيب له الولدان ولكن خوفاً على علاقتنا مع المملكة نغض الطرف عن كل شيء ونخشى المواجهة عكس بقية الدول الأخرى التي لا تتنازل عن حقوق رعاياها مهما كلف الأمر ويمكنها أن تصل مع هذا الكفيل إلى أقصى درجات التقاضي، ولكن هل يستطيع سفيرنا بالمملكة العربية السعودية أن يذهب إلى وزير الداخلية السعودي ويبلغه بالانتهاكات التي يتعرض لها السودانيين مع الكفلاء؟ هل يستطيع القنصل أو القائم بالأعمال برد حقوق المظلومين الذين ظلوا لأكثر من عام والكفيل لا يمنحهم حقوقهم، بل يحاول أن يبتزهم أو ترحيلهم، لماذا يخاف هؤلاء السفراء من رد مظلمة أبناء جلدتهم، هل ذهب السفير لقضاء فترة استجمام وراحة في هذا البلد أو ذاك أم يحتم عليه الضمير الإنساني أولاً والواجب الوطني ثانياً أن يعالج مشاكل أبناء وطنه مع تلك الدولة التي تنتهك حقوق المواطن السوداني ..
السفير “عبد المحمود عبد الحليم” سفيرنا بجمهورية مصر العربية عندما حاول التصدي إلى الصحفي “عادل حمودة” وشتمه، صعد “عادل” الأمر إلى وزارة الخارجية وكان بالإمكان أن تنهي خدمات السفير، وهذا السفير حتى الآن خائف من مواجهة المصريين في إطلاق سراح السودانيين الذين تم ضبطهم كمعدنين وليس لصوص بينما أطلقت السلطات السودانية سراح الصيادين المصريين في أقل من 24 ساعة بعد العفو الرئاسي من رئيس الجمهورية، بينما العفو الرئاسي من الرئيس “السيسي” حتى الآن لم يعملوا به، ما هو السبب الذي جعل دولتنا تستجيب وعلى وجه السرعة بإطلاق سراح الصيادين وترفض مصر إطلاق سراح المعدنين الذي تجاوز القرار فترة الأسبوعين تقريباً.
المسئول السوداني يقول يا نفسي فلو وجد سوداني واقع على الأرض فيتغابى فيه العرفة، فكم من سوداني أطلق عليه النار ومات في طريقه إلى دولة إسرائيل فلم يتحرك لا السفير ولا القنصل لمواجهة قتلة السوداني.. دم السوداني رخيص في كل مكان ليس في مصر ولا في ليبيا ولا في لبنان أو سوريا وإنما داخل وطنه مهان ومنتقص كرامته.. متى يصير للمواطن السوداني كرامة ومتى تقف الدولة إلى جانبه..
نحن أمة عظيمة وأمة لا تشبهها أمة على وجه الأرض ولكن مشكلتنا في مسئولينا الذين جلبوا لنا الإهانة والمذلة.
إن السفير السوداني بالرياض يجب أن يواجه المشكلة بحزم فبياناته لن تنفع، وكما يقال أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فلا أعتقد أن السودانيات أو الخدامات أساءوا الأدب مع الكفيل السعودي فأنصفوهن وردوا لهن كرامتهن وكرامة كل سوداني وسودانية بدلاً من طأطأة الرؤوس ودفنها في الرمال، وأنا مالي دي ما بتنفع سعادة السفير وإلا عد لوطنك إذا لم تستطع مواجهة منتهكي كرامة أبناء وطنك!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية