ولنا رأي

سفراء في بلادنا!!

الدبلوماسي هو الرجل الذي يعمل على كسب علاقات طيبة مع الآخرين وكسب علاقات مع الدولة التي يعمل فيها لمصلحة دولته، ولذلك نجد دائماً الدبلوماسيين متحفظين في علاقاتهم خاصة مع الصحفيين والإعلاميين خشية أن تنقل معلومات تضر بمصالح تلك الدولة وبالدبلوماسي نفسه، لذا نادراً ما تنبني علاقة وطيدة بين السفير في الدولة المعنية والصحفيين إلا قلة منهم الذين يحاولون إبراز الوجه المشرق لدولهم وهذه لمسناها مع أخونا وصديقنا القطري السابق “علي بن حسن الحمادي”، فقد ارتبطت بينه وبين عدد كبير من الزملاء الصحفيين فـ”الحمادي” بنى هذه العلاقة ليس لمصلحته الخاصة وإنما من أجل الدولة قطر، قطر الخير فظلت علاقتنا ممتدة معه حتى الآن ومازالت الاتصالات بيننا وبينه ممتدة ومتواصلة رغم أنه ترك السودان قبل سنوات.
بالأمس كنت في لقاء مع السفير الكوري بالخرطوم “باراك ون صوب”، كثير من السفراء الأجانب بالخرطوم يتحفظون في إجراء اللقاءات معهم، ولكن أحسست أن السفير الكوري يريد أن يخلق علاقة مع الصحفيين والإعلاميين السودانيين من أجل وطنه ومن أجل التعريف بهذه الدولة التي ربما فترت علاقاتها مع السودان بسبب الحظر الأمريكي على السودان، وكوريا واحدة من ثلاث دول بآسيا لها علاقاتها الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال السفير أن علاقة بلاده بالسودان كانت قوية إبان فترة السبعينيات وهي فترة الحكم  المايوي أو حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري” عندما بدأت شركة داو الكورية الاستثمار في السودان، ولكن بعد الحكم المايوي لم تشهد العلاقات بين البلدين تطوراً كبيراً، وقال الآن يمكن أن تتطور العلاقات ويمكن أن تأتي رؤوس الأموال والمستثمرين الكوريين إلى السودان، ولكن بشرط أن لا تزيد الضرائب عليهم وأن يسمح لهم بإخراج أموالهم إلى وطنهم.
السفير الكوري يتمتع ببعد نظر ومستقبل لوطنه مع السودان، ولذلك بدأ هذا الانفتاح وهو يعلم مدى تأثير الصحافة في الرأي العام وفي خلق علاقات قوية، ولذلك يحاول أن يعرف الشعب السوداني أن كوريا ليس التاكوندوا ولا السيارات أو إطاراتها ولا الموبايلات وإنما معرفة شعب لشعب، والشعب الكوري شعب مسالم وشعب وديع ورقيق محب لعمله، سألت السفير عن الصحافة الكورية وهل هي مملوكة للدولة وما هي القوانين المنظمة لها وما مصير الصحفي إذا تعرض لوزير أو مسئول أو أي شخص بالنقد والتجريح، قال الصحافة الكورية مستقلة وهناك ثلاث جرائد وربما واحدة فهي لها ميول لدى الحكومة، ولكن البقية تتمتع بالحرية الكاملة تمارس عملها وفق القانون الذي ينظم عملها، والدولة تعمل لها ألف حساب، لها وللصحفيين العاملين فيها. أما من يتعدى على حقوق الآخرين بالشتم أو التجريح فهناك محاكم تفصل في ما بينها إذا كانت المعلومات التي قدمتها الصحيفة غير صحيحة، وكذلك في تعدي الصحفي على المسئول أو غيره، فالمحاكم تفصل بينهم وليست هناك أي مصادرة لأي صحيفة، فإذا أوردت معلومات فيها مساس بأمن الوطن لا تحاسب الصحيفة ولكن تتقصى الجهات المسئولة عن الشخص الذي سرب تلك المعلومات.
سعدت باللقاء الذي جمعني مع السفير الكوري وسعدت أكثر وهو يتيح لنا هذا اللقاء ويهتم بـ(المجهر) خاصة ويمنحها ساعة من وقته مع الغداء اللذيذ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية