ولنا رأي

رؤية جديدة بين الصحافة والمسئولين!!

بدأت هناك ثقة بين الوزراء والمسئولين وبين الصحافة والصحفيين، فما عاد الصحفي الذي يهابه الوزير أو المسئول وما عاد فهم الوزير أو المسئول للصحفي بتلك النظرة الضيقة وأنه يحاول استهداف الجهة الفلانية وهذا تقدم كبير بين الاثنين وفتح قناة تواصل من أجل المصلحة المشتركة ..
أمس الأول كنا مجموعة من رؤساء التحرير وبعض الصحفيين في ضيافة وزير الصحة الاتحادي “بحر إدريس أبو قردة” ودكتورة “سمية إدريس أكد” وزير الدولة بالوزارة والأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة بوزارة الإعلام وبعض المسئولين في وزارة الصحة بغرض التشاور والتفاهم وخلق علاقة قوية ومتينة بينهم والصحافة وكيفية معالجة الملف الصحي والخدمات الصحية.
إن دعوة الصحفيين من قبل المسئولين في وزارة الصحة يعتبر تقدماً راقياً وفهماً ينم عن طي الفهم القديم بأن الصحافة ما هي إلا معول للهدم وليس للبناء.
الدكتورة “سمية” تحدثت بكل شفافية عن الواقع الصحي وما هو العمل المشترك بين الوزارة والصحافة لإنفاذ ملفات كثيرة في هذا الجانب، وذهب الوزير في نفس الاتجاه بخلق علاقة قوية بينهم والإعلام وتمليكهم المعلومات التي تساعد في ذلك.
الأستاذ “محمد لطيف” كان من المبادرين وصاحب هذه الفكرة وربما هي التي كسرت الحاجز بين الوزراء والصحفيين، ولذلك تحدث الجميع بكل شفافية طارحين واقع الصحة بالبلاد من البيئة إلى انعدام الدواء وارتفاع أسعاره وأسعار العلاج بالمستشفيات.
إن الواقع الصحي محبط خاصة إذا دخل أي مواطن بعض المستشفيات الحكومية التي تردت البيئة في داخلها بجانب انعدام الدواء وارتفاع تكاليفه سواء كان داخل المستشفى أو الصيدليات الأخرى..
الأخوة الصحفيين وضعوا أيديهم في يد السيد الوزير “بحر إدريس أبو قردة” والدكتورة “سمية” التي قادت هذه المبادرة مع الأخ “لطيف”، فالجميع يعلم تماماً واقع المؤسسات الصحية بالبلاد وما آلت إليه عكس ما هو موجود في كل دول العالم خاصة المستشفيات التي تتبع للحكومة، فليس من العقل والمنطق أن تتردى هذه المستشفيات بهذا المستوى.. وفي يوم من الأيام كانت الملجأ الوحيد لطالبي خدمة التمريض، فالمريض الذي يصاب بأي داء نصف الليل فلن يتوجس في النهوض والذهاب إلى أي مستشفى لأن العلاج فيها مجاني، ولكن اليوم فالمريض يضغط على نفسه ويتحمل ألمه لأنه لو ذهب إلى المستشفى حتى الحكومية منها فلو لم تكن بيده رزمة من المال فلن يجرؤ على الدخول إليها، لأن كل شيء بالفلوس من الحقنة، الشاش، القطن، وحتى العمليات الطارئة أو غيرها إذا لم يضع مبلغ العملية فلن يدخلها. واستعرض عدد من رؤساء التحرير بعض المواقف التي شاهدوها بالمستشفيات الحكومية لمرض رجال أو نساء وربما الشخص يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا أحد يتقدم لإنقاذه، الأطباء ما عادوا هم ملائكة الرحمة والقابلات لا يهمهن أن تضع السيدة بجوارها ولا تتقدم لإنقاذها، ولكن نعتبر هذه بادرة طيبة من جانب وزارة الصحة وسوف يتغير المفهوم القديم وستصبح هناك علاقة بين الوزارة وأجهزة الإعلام خاصة الصحافة من أجل مصلحة المواطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية