ولنا رأي

الخدمة المدنية والدكاترة الجدد!!

النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده ظهر أمس الأول بمجلس الوزراء، بأن الدولة بدأت في إعادة الخدمة المدنية وطلب من أي شخص الدخول على الموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة ليتأكد بنفسه بأن الموظفين الذين تم استيعابهم تم عبر الشهادات وليس عبر الواسطة أو التمكين، كما كان يحدث في السابق.
إن حديث النائب الأول يبشر أن الوظائف المطروحة الآن في معظم مؤسسات الدولة يمكن أن يتنافس عليها معظم الخريجين، والوظيفة لمن هو مؤهل لها أو صاحب الكفاءة.. لقد فقد عدد كبير من الخريجين الثقة في الحصول على وظيفة عامة ما لم يكن الخريج مُنظماً أو من أصحاب الحظوة والواسطة والكوسة، كما هو متعارف لدى الإخوة المصريين. وفي إحدى مواقع التواصل ظهر خريج وهو يضع شهادة البكالوريوس في كأس من الماء وبعد أن بللها بالماء شربها كما يقول المثل المصري بلها واشرب مويتها، بمعنى أن هذه الشهادة لن تنفعه ولن يحصل على وظيفة ما لم تكن له واسطة.
فالخدمة المدنية في الفترة الأخيرة فقدت بريقها ورونقها وأصبحت الوظائف الحكومية مفصلة على أشخاص معينين، أما بقية المواطنين أو بقية الخريجين (بلوا) شهاداتهم وشربوا مويتها، فمنهم من يعمل في ركشة أو في أمجاد أو في (هايس) أو أصبح عاطلاً لعدة سنين بسبب الكوسة والولاء التنظيمي.
إن حديث النائب الأول يبعث الأمل في نفوس الشباب وأن عهد الكوسة انتهى وعلى الخريج أن يكون واثقاً من نفسه، وأن يجتاز المعاينات وفق الامتحان الذي سيجري له إن كان شفهياً أو تحريرياً، فالبلاد محتاجة إلى مؤهلين ليرفعوا من قدرها.
حدثني أحد الأشخاص بأنه ذهب لإكمال بيانات استخراج الجواز الإلكتروني ولكنه فشل لأن الموظف المسؤول يتعلل دائماً بأن الشبكة (طاشة)، وظل على هذا الحال عدة أيام إلى أن اصطحب أحد أبنائه وعندما قال له الموظف الشبكة (طاشة) قال له الابن أنا سوف أعيدها لك وكان وقتها يحمل جهاز كمبيوتر، فحل محل الموظف وشغل جهاز الكمبيوتر وما هي إلا ثواني.. فإذا بالشبكة تعمل فأنهى معاملة والده ومعاملة عدد كبير من المواطنين.
إن مشكلة الخدمة المدنية في تعيين أصحاب الولاء الذين يفشلون في إجادة الحاسوب ومعاملته فليس هناك شبكة (طاشة) ولا يحزنون فالمشكلة في التدريب والتأهيل، فهؤلاء غير مدربين ويعملون خبط عشواء، فإذا لم يحل بدلاً منهم المؤهلون فلن ينصلح حال الخدمة المدنية، ثانياً هناك مشكلة جديدة ظهرت أولئك الدكاترة الجدد فكلما سألت عن شخص يقول الدكتور، لا ندري كيف حصل هؤلاء على هذه الدرجة العلمية الرفيعة وهم قبل أيام كانوا حاملي شهادة بكالوريوس فقط، كيف انقلب حالهم ليصبحوا دكاترة، لا ندري من يغشون الدكاترة الجدد أنفسهم أم المسؤولين في الدولة، وهذه أيضاً واحدة من مشكلات الخدمة المدنية.. يجب كشف هؤلاء والذين قاموا بمنحهم هذه الدرجة الرفيعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية