ولنا رأي

هل سيرفع الدعم عن القمح؟!

قبل أيام قليلة وفي هذه الزاوية كتبنا عن هل اتحاد المخابز يكذب أم يصدق وذلك على ضوء تصريح أدلى به الاتحاد، عن عدم زيادة أسعار الخبز أو نقص أوزانها. ولم تمض (24) ساعة على ما كتبنا قال هناك فعلاً نقص في أحجام الخبز.
الآن بدأت نقمة رفع الدعم عن القمح ورفع الدعم عن القمح يعني زيادة في أسعار الخبز وخفض أوزانها وخفض كمياتها.. في وقت مضى كانت ستة أرغفة بجنيه واحد والأحجام معقولة، ثم صدرت قرارات بخفض عدد الأرغفة إلى أربع تقريباً فاحتج المواطن، ولكن لم تفد الاحتجاجات حتى ولو طلع المواطن إلى الشارع فالدولة لن تتنازل عن قراراتها فاستجاب المواطن لتلك القرارات (وقطعه) في بطنه وسكت، ولكن بدون أي إنذار تم تخفيض عدد الأرغفة إلى ثلاث قطع بجنيه واحد وأحياناً في بعض المخابز قطعتين بجنيه، فلم يتدخل اتحاد المخابز ولم تتدخل حماية المستهلك، لوقف هذا النزيف المستمر على المواطن المسكين، وحتى المواطن أخذ على تلك الزيادات غير المبررة (وغلبته) الحيلة في مواجهة الدولة التي لم تقف إلى جانبه.
لقد حاولت الدولة الأيام الماضية أن تصرف المواطن عن الزيادات القادمة في أسعار الخبز بعد رفع الدعم عن القمح، بالطرق على الوتر الأكثر حساسية وهي زيادة فاتورة الكهرباء والمياه، فبدأ المواطن يتوجس خيفة من تلك الزيادات، فإذا ما زادت الدولة  أو رفعت الدعم عن القمح وزادت أسعار الخبز تصبح المشكلة أقل بالنسبة للمواطن، ولكنها كبيرة إذا ظنت الحكومة أنها تريد أن تمرر زيادة الخبز على الكهرباء والمياه.
لقد صبر المواطن كثيراً على زيادة أسعار الخبز ويجب أن تكون واضحة معه، فإذا صبر فلن يصبر أكثر مما صبر عليه.. فكل شيء في زيادة وارتفاع متصاعد، فهل يعقل في دولة اسمها السودان ويعول عليها أن تكون سلة غذاء العالم، أن يكون كيلو الطماطم فيها بخمسين أو ستين جنيهاً.. فالطماطم يقال إنها غذاء المساكين فالآن سعر الطماطم أغلى من أسعار الفراخ والسمك وأحياناً اللحوم.. فهل يشتري المواطن المسكين هذا أو الغلبان كيلو طماطم بستين جنيهاً، أم من الأفضل له أن يشتري كيلو فراخ بثمانية وعشرين جنيهاً. والزيادات لم تنحصر في الطماطم وحدها، بل في كل المنتجات الزراعية الداخلية فالعجور الذي أصبحت القطعة منه بخمسة جنيهات والأسود والبطاطس  وحتى الخضروات الأخرى التي كانت غذاء المساكين، الرجلة والملوخية والبامبي وغيرها أصبحت من العسير على المواطن شراءها. أما الأجبان وهي من المنتجات المحلية أصبح كيلو الجبنة البيضاء بستين جنيهاً والمضفرة بثمانين جنيهاً، أما المعلبات الأخرى الساردين والتونة وغيرها فحدث ولا حرج.. لا ندري كيف ستكون الأسعار إذا كنا نستورد الملوخية والبطاطس والأجبان وغيرها من المنتجات المحلية .. اللهم ألطف بعبادك، فهذا حال سكان العاصمة فكيف حال سكان الولايات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية