هل يصدق اتحاد المخابز أم يكذب؟!
الخصلة الوحيدة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم عن المؤمن هي الكذب. فقال المسلم أو المؤمن يزني ويشرب الخمر ولكن لا يكذب، ولكن هذه الخصلة السيئة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم متوفرة عندنا بكثرة.. فلا ندري هل نحن مسلمون أو مؤمنون أو غير ذلك.
ففي الأخبار التي نشرتها صحف الخرطوم أمس بأن اتحاد المخابز قال لا اتجاه لزيادة أسعار الرغيف ولا نقصان في أوزانه، ولكن إذا دخلت أي مخبز من مخابز الخرطوم العاصمة التي تضم أكثر من عشرة ملايين نسمة وليس عاصمة الولاية، تجد حديث اتحاد المخابز من جهة والعاملين وأصحاب المخابز من جهة ثانية، فالرغيف ناقص وزنه، وناقص وزنه يعني زاد سعره، بل أن الموجود في أغلب الأحيان سيء الصنع وأحياناً لا تعرف ما بين قطعة الخبز واللقيمات وهذا يعني أننا نكذب على أنفسنا أولاً وعلى المواطن ثانياً، والكذب أصبح سمة متأصلة في أغلب السودانيين ليس في الخبز وحده، فإذا دخلت الأسواق تجد صاحب كل بضاعة يحاول أن يخدع المواطن، فإذا فارش طماطم لا يدعك تأخذ كما تريد فيحاول أن يخدعك بوضع جزء من الجيد والباقي مضروب أو فاسد أو مغشوش، وكذا الحال في معظم أصناف الخضار وكذلك اللحمة، فيوافقك عليها ولكن حينما يبدأ في الوزن يضع لك أكبر كمية من العظام والشحم، وإذا أردت أن تشتري ليموناً فإذا أخذت كيساً من الليمون فتأكد أن معظم ما بالكيس فاسد أو ناشف، وإذا أردت أن تشتري فاكهة مثلاً برتقال أو جوافة أو موز فإذا لم تراقب البائع وذهبت إلى المنزل فتأكد أن معظم الجوافة إما قوية أو فاسدة، وكذا الحال بالنسبة إلى الموز أو البرتقال وحتى البطيخ الذي يقال إنه (حلاة وحمار)، فإذا ذهبت إلى المنزل تجدها بيضاء فلا حلاة ولا حمار بل ماسخة.
إن الكذب يوقع في النار ولكن أهل السودان ورغم تقواهم وصلاتهم في أماكن عملهم ولكن الكذب شيء ثابت ومتأصل فيهم، فلن تجد من بين مائة شخص صادقاً واحداً حتى فقدنا الثقة في التعامل مع الناس وإذا كانت لديك معاملة مع شخص فتأكد أن هذا إذا حلف المصحف سوف يخونك ولن يلتزم ولن يكون صادقاً معك، فإذا استدان مبلغاً من المال فلن يعيده لك،ـ وإذا منحته سيارتك سيأكل إيرادها، وكل يوم سيتعلل لك بحجة الاسبيرات وارتفاع أسعارها، العربة فقدت كذا وكذا وأصلحناها بكذا، فالكذب على طرف لسان كل واحد منهم، فالباعة الجائلون إذا سألته عن سعر سلعة يحملها في يده فيعطيك رغماً فلكياً وفي النهاية يمكن أن يبيعها لك بثمن زهيد لا ندري لماذا يكذب الناس؟! ولماذا غاب الصدق عنهم, وقال “فرح ودتكتوك” الصدق لو ما نجاك الكذب لن ينجيك، والكذب حبله قصير، ولا نريد أن يكتب الشخص عند الله كذاباً وعلى اتحاد أصحاب المخابز، أن يتأكد من المخابز نفسها إن كانت فعلاً ملتزمة بما يقوله الاتحاد,