ولنا رأي

الإسلاميون جادون في الوحدة؟؟

ذرف الإسلاميون الدموع في مسجد جامعة الخرطوم القلعة الحصينة التي خرجت أجيالاً من طلاب جامعة الخرطوم ومنسوبي الحركة الإسلامية، يتحدث الإسلاميون عن الوحدة التي كدرتها السلطة ونعيمها، يتحدثون كيف تتم تلك الوحدة ولكن لماذا لم يسألوا أنفسهم عن أسباب تلك الفرقة والشقاق.
مسجد جامعة الخرطوم هو بيت من بيوت الله ولكن بالنسبة للإسلاميين كان البيت الذي عاشوا فيه ومن داخله كان يتم التخطيط لقيام أي مظاهرة طلابية تناهض نظام الحكم المايوي أو الأنظمة التي أعقبت ذلك، الإسلاميون كانوا على قلب رجل واحد كانوا يقيمون الليل في المسجد وكانت تقام فيه الكتيبة، وكان يختم فيه القرآن ووقتها الإسلاميون لم يكن لهم المال الوفير، كان من له مال يعطيه أخاه ومن له قميص زايد يمنحه لأخيه، فالحياة بينهم كانت فعلاً أخوة في الله وأخوة صادقة كل يعطف على الآخر.. ولكن عندما تدفق المال فرق بينهم ولعب الشيطان بينهم حتى كان الانقسام الكبير الذي أعمى القلوب والعيون، فالآن بعد عشرات السنين يطالبون بالوحدة من أين من مسجد جامعة الخرطوم الذي كان الأب والأم الرءوم بالنسبة لهم.. ولكن هل مسجد جامعة الخرطوم سيحقق ما يريده الإسلاميون ؟! إن الوحدة تتطلب صفاء النية والإخلاص، والابتعاد عن كل أسباب الفرقة خاصة المال الذي أصبح هاجساً ليس للإسلاميين ولكن لكل الناس والإسلاميون ليس استثناءً. لقد سعى الإسلاميون نحو المال ولذلك كل إسلامي عندما تجلس معه وتسمع عن تغيرهم.. تجد المال والسلطة كانت واحدة من أسباب الفرقة والضرب تحت الحزام. في الماضي كان الأخ يتنازل لأخيه عما يملك ولكن الإسلامي يمكن أن يخسر أخاه بسبب متع الدنيا الزائلة المال والسلطة.. فالسلطة فتنت الإسلاميين أيما فتنة وأصبح الكل يفكر في كيف الوصول إلى المنصب الفلاني وكيف يحظى بالموقع المميز على حساب أخيه.
إن وحدة الإسلاميين واجبة ولكن ينبغي أن يبتعد الجميع عن أسباب الجفوة والأسباب التي دفعت إلى هذا التحول والكل يعلم تلك التي أدت إلى ذلك.
إذا أعاد الإسلاميون شريط الذكريات إبان جامعة الخرطوم ومسجدها الذي جاءوا يتباكون فيه، يمكن أن يكون هذا الشريط بارقة أمل للعودة الحقيقية، وإلا ستكون أماني فقط يحاول البعض اجترار الماضي دون أن يحدث الحاضر أي نوع من التغيير، فهناك عدد كبير من الإسلاميين يجلسون على الرصيف لم يسأل أحد فيهم ولم يفكروا أيام الماضي حينما كانت الجيوب واحدة والقلوب واحدة والهدف واحداً، ولكن الآن هناك من يجلس على الثريا وهناك من يجلس على الثرى.. فالوحدة لن تتحقق ما لم يكن الجميع إما في الثرى أو الثريا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية