ولنا رأي

خطوط حمراء ولكن تقطع إشارتها!!

قال رئيس الجمهورية زيادة الكهرباء على الفقراء خط أحمر ولكن الخطوط الحمراء لم تكن في الكهرباء أو في المياه فقط، فهناك خطوط حمراء على كل ما يلي الفقراء، فالصحة خط أحمر إذا نظرنا إلى تكلفة العلاج الآن بالمستشفيات العامة أو الخاصة، ففي الماضي إذا أحس المواطن بأي آلام يحمل على عجل إلى المستشفى، لأن العلاج مجاني والكشف مجاني والعملية مجاني، فالآن كل شيء بقروش، القطن بقروش والشاش بقروش والحقنة بقروش وتركيب الدرب لابد أن تدفع عليه قروش، ناهيك عن سعر الدواء وكذلك الحقن الفارغة. فالمرض في السودان أصبح باهظ التكاليف وكذلك التعليم من الحضانة والروضة وحتى المرحلة الجامعية، فالأسر في الماضي تفرح عندما يلتحق ابنها بالتعليم الحكومي لأن التعليم الحكومي يكفي الأسر شر الصرف الباهظ، بل التعليم الحكومي كان يمنح الطلاب إعانة شهرية وكذلك في الجامعة.. الآن الطالب الذي يحصل على مجموع كبير لن تفرح أسرته بهذا المجموع لأنها سوف تلجأ إلى إلحاقه بالمدارس الخاصة التي تضمن التحاقه بكلية مميزة بالجامعة.
لقد شهدت الكهرباء استقراراً تاماً خلال الفترة الماضية فلم تحدث القطوعات التي أقلقت المواطنين ولم ترتفع أسعار التعرفة فلا أدري ما هو السبب الذي حول هذا الاستقرار إلى قلق واضطراب، ليس على مستوى المواطنين ولكن على مستوى الدولة والعاملين في مجال الكهرباء التي تحولت من هيئة تابعة للدولة إلى شركات خاصة. فحديث رئيس الجمهورية بأن الفقراء والمساكين خط أحمر في زيادة تعرفة الكهرباء ولكن هؤلاء الفقراء سوف يتضررون إذا تمت زيادة التعرفة على أصحاب المحلات التجارية أو المصانع، فالزيادة التي ستفرض عليهم سيضعونها على سلعهم التجارية أياً كانت أصناف تلك السلع، صابون زيوت مأكولات فكلها سوف تزيد من أسعار الصناعات. وقد لاحظنا أن ارتفاع أسعار المحروقات التي قيل إنها زيدت لأن أصحاب المركبات مصنفون ضمن الطبقات الأولى ولكن الزيادة انعكست سلباً على الفقراء والمساكين الذين يقال بأنهم خط أحمر، فتعرفة المواصلات في بعض الخطوط ارتفعت بنسبة (100%) بعد أن ارتفعت أسعار المحروقات.. وكذا الحال سيكون إذا ما تمت زيادة تعرفة الكهرباء. فالفقراء لن ينعموا بحياة هادئة وهنيئة بل سيكونون في حالة معاناة دائمة حتى ولو كانوا خطاً أحمر في أي زيادة تفرضها الدولة على الأغنياء، فالأغنياء في هذا الوطن ولو كانوا خطاً أخضرَ أو أصفرَ فهم في حالة من الرفاهية فلن يشعروا بالمعاناة أبداً، لأنهم دائماً يعوضون ما تفرض الدولة عليهم من الفقراء والمساكين.. هل نظرت الدولة إلى طعام المساكين، فقد ارتفعت الطماطم طعام المساكين إلى أكثر من أربعين ألف جنيه فهل هذا طعام المساكين فعلاً.
إن الحياة في السودان أصعب من أي دولة فكل الخطوط الحمراء تحولت إلى خطوط معاناة، التعليم الصحة المواصلات الأكل الشرب الكهرباء المياه كلها خطوط حمراء ولكن يتم تخطيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية