نجوم يعيشون على أعمال الآخرين!!
خرج برنامج نجوم الغد عدداً كبيراً من المغنين والمغنيات، وفي إحدى الدفعات التي تقرر أن يتم اختيارها بعد التصفيات الأولية، وحتى اختيار المجموعة للدخول في حلبة التنافس، قال مقدم البرنامج الأستاذ “بابكر صديق” بأن العدد الذي تقدم للتنافس يزيد عن ثلاثمائة متسابق، إن لم تخن الذاكرة، وبعد إجراء الفحص والتمحيص وصل إلى رقم لم يتجاوز الثلاثين تقريباً، فبرنامج نجوم الغد قدم مجموعات من الفنانين، ولكن ما أن ذاع صيت أولئك الشباب وأصبحوا نجوماً بدأوا يتغنون بأغاني الغير وظلوا هكذا في كل الحفلات التي يشاركون فيها سواء كانت حفلات خاصة أو عامة. ومن ثم بدأوا يكبرون ولكن بحق الغير.. فلم يكن لهم إنتاج خاص إلا القلة منهم، فبعد أن كانوا صغاراً كبروا وكبرت عداداتهم ولم يرض البعض منهم تلبية الدعوة للفرح الخاص أو العام إلا بمبلغ يتجاوز العشرة آلاف جنيه، بينما كان هذا النجم لا يملك حق المواصلات أو قوت يومه، فبدأ في رفع سقف الحفلة التي سيخرج لها وبدأت وصيفات ومتعهدين ومسؤول أعمال، بل تغيرت ملامح النجوم الجدد من البشرة الداكنة إلى الفاتحة ومن السمراء إلى البيضاء رغم أن التغيير الذي حدث للبشرة وللملابس والإكسسوارات والزينة التي جعلت هذا النجم الجديد صورة مغايرة تماماً للصورة التي ظهر بها قبل عام أو أقل من ذلك. فالنجوم الجدد لا يملكون إلا شفاههم ويعيشون على أمجاد النجوم الحقيقيين “عثمان حسين” “محمد وردي”، “زيدان إبراهيم”، “الكحلاوي” و”إبراهيم عوض” و”الجابري”، “صلاح بن البادية”، “خضر بشير”، فكل النجوم الذين صنعوا أنفسهم لم يجدوا ما وجده النجوم الجدد، آخر سفر للدول العربية والأوروبية حتى أمريكا وصلها النجوم الجدد بحق الآخرين، فلا يملكون أغنية واحدة تخصهم واستغرب كيف يرفعون عداداتهم ويطالبون بمبالغ طائلة وهم لا يملكون شيئاً حتى اللبس والهالة الموجودين بها ملك من رحل عن هذه الدنيا من عمالقة الفن السوداني.
لقد أعاب البعض على الأخ والصديق “عز الدين أحمد المصطفى” حرمان هذا الجيل من أداء أغاني والده، ولكن حسناً فعل “عز الدين” فالبعض شوه تلك الأغاني الخالدة في وجدان هذه الأمة فجاء هؤلاء الشباب بطمس معالم تلك الأغاني، وكذلك ابن الفنان الراحل “خضر بشير” فوقف هذا الابن “محمد” (ألف أحمر) أمام توسل هؤلاء الشباب الذين أرادوا أن يتغنوا بأغاني والده فموقف “عز الدين أحمد المصطفى” و”محمد خضر بشير” يجب أن يمتد لكل المبدعين من فناني الجيل القديم الذي يتكسب به النجوم الجدد، يجب على أبناء وأسر مبدعينا أن يقودوا حملة ضد أولئك الشباب ومنعهم من ترديد أغانيهم حتى يكون لأولئك الشباب أعمالهم الخاصة، فإذا رفعوا سقف حفلاتهم فهذا من حقهم ولكن أن يعيشوا على حق الغير ويرفعوا سقف حفلاتهم فهذا ليس من حقهم، وعلى المصنفات الأدبية أن تصدر قراراً بذلك.