سبدرات يعترف!!
أول مرة يعترف مباشرة وزير التربية الأسبق ومعدل السلمي التعليمي لما هو عليه الآن بمرحلة الأساس، الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” المحامي والوزير لعدة وزارات منذ قيام الإنقاذ.
الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” كان في ضيافة برنامج (زول في الساحة) الذي يقدمه الشاب الصاعد إعلامياً “محمد عثمان” بقناة (النيل الأزرق)، وبعد أن حلّق المذيع بالأستاذ “سبدرات” في مجالات مختلفة من حياته سأله إن كان سيكون موافقاً على إمضاء القرار السابق، وتلا عليه القرار وكان قرار تعديل السلم التعليمي لمرحلة الأساس التي تحولت من ست سنوات إلى ثماني.
“سبدرات” كان شجاعاً وأقر بالخطأ حتى كمية الكتب التي دُرست بالسلم كانت كثيفة على التلاميذ، وقال لاحظت ذلك على أبنائي في البيت وإن الشنطة التي يحملون فيها تلك المقررات ستؤثر عليهم في المستقبل لأنها ثقيلة على ظهورهم الغضة وقد تؤدي في المستقبل لإصابتهم بالغضروف.
كما كان الأستاذ “سبدرات” شجاعاً حين أقر لو قدم له القرار ربما لا يمضيه، وقد واجه الدكتور “محيي الدين صابر” حملة عنيفة عندما غيَّر السلم التعليمي من أربع سنوات في المرحلة الابتدائية إلى ست سنوات، وكل سلم تعليمي يتم تغييره يؤدي إلى إضعاف التعليم بالبلاد، فنظام التعليم القديم أربع سنوات في كل مرحلة كان أفضل سلم تعليمي، رغم أنه أيضاً تأثر عندما تم تعريب المناهج التي كانت تدرس باللغة الإنجليزية، كل المواد الدراسية كانت تدرس باللغة “الإنجليزية” عدا اللغتين “العربية” و”التربية الإسلامية”، ولم نسمع أن الأجيال التي درست في ظل ذلك المنهج قد تأثرت بضعف في “اللغة العربية”، فكان التلاميذ وقتها يجيدون اللغة “الإنجليزية” بطلاقة وكذلك “اللغة العربية”.. والمنهج وقتها لم يكن مزدحماً كما هو الآن، فليس من العقل أو المنطق أن تلغى مواد “الجغرافيا” و”التاريخ” وتدخل مواد لا علاقة لها بالمناهج، ماذا يستفيد الطالب من مادة “العسكرية” أو “الإنسان والكون” أو “ملبسنا”، مواد كان من المفترض أن تدرس بـ(بخت الرضا) كما هو معمول به قبل تطبيق المنهج أو المواد على التلاميذ.
لقد أصبح من السهل تغيير المنهج الدراسي، فكلما أعتلى وزير مقعده الوزاري بدأ في تطبيق أفكاره الشخصية دون أن يقيم ورشة أو ورش للنظر في كيفية الاستفادة إذا ما تغير السلم التعليمي، وهل طرح الموضوع بصورة جادة مع أهل التربية وقدامى المعلمين؟! إن أسهل شيء اتخاذ القرار ولكن ما هي العواقب التي ستحل بعد تلك القرارات.
إن التخبط في إصدار القرارات ليس حصرياً على وزارة التربية ولكن في كل شيء، مواقف السيارات تتخذ فيها القرارات العشوائية كما هو الحال الآن في (موقف كركر) الذي عجزت السلطات في إبقائه أو إلغائه وكذلك (موقف شروني)، فمتى تتم الدراسات لأي شيء قبل اتخاذ القرار، وإذا فشل الموضوع عضَّ المسؤول أيادي الندم فقبل أن يعض بنانه عليه التريس قبل اتخاذه.