وعاد "خالد" إلى مكانه الطبيعي!!
أول قرار يصدره والي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” إقالة مدير مياه ولاية الخرطوم، لم تكن هناك حيثيات لقرار الإقالة ولكن يبدو أن تفاقم مشكلة المياه بالولاية كان السبب الأساسي للإطاحة بالمدير والقرار المرتبط بقرار الإقالة وإعادة تعيين المهندس “خالد علي خالد” مدير المياه الأسبق إلى موقعه القديم، بعد أن تعاقب على منصبه بعد إقالته في وقت سابق ثلاثة مديرين للمياه وهم بالتتابع المهندس “خالد حسن” و”جودة الله عثمان” وأخيراً “الحلاوي” الذي أطيح به.
لقد عرفت المهندس “خالد علي خالد” منذ فترة طويلة وأجريت معه العديد من المقابلات الصحفية، كان حريصاً دائماً في أحاديثه لم يخف شيئاً وربما صراحته الواضحة كانت السبب في إقالته الفترة الماضية عكس المهندس “خالد حسن”، وأول حديث له قال إذا لم يتحسن الإمداد المائي بالولاية العام القادم سوف أتقدم باستقالتي، فالإمداد المائي لم يتحسن بالولاية والمهندس لم يقدم استقالته إلى أن تمت إقالته.
فالمهندس “خالد علي خالد” من المهندسين الأكفاء وعمل بجد واجتهاد ومعظم المشاريع التي قامت كانت من تخطيطه حتى مشروع سوبا كان من ضمن خطته، ومياه الثورات وعشرات الآبار التي حفرت وتوصيلات المياه من النيل واستبدال الشبكات القديمة وغيرها من المشاريع الطموحة في مجال المياه كانت من خططه، ولكن في السودان دائماً الناجحون يواجهون بمؤامرات الفاشلين والضرب تحت الحزام أصبح سمة سائدة في المجتمع السوداني.. فكل ناجح تحاك ضده المؤامرات إلى أن يغادر الموقع، ولا ندري أين الجهات المسؤولة ولماذا يتم الاستماع إلى صوت واحد وهو صوت المعلعلين وأصحاب (الحلاقيم) الكبيرة.. الإنسان صاحب الصوت المنخفض والمؤدب دائماً يكون ضحية لأولئك الفاشلين.
فلو صبرت ولاية الخرطوم على المهندس “خالد” الفترة الماضية لتغير الحال وربما لم تشهد الولاية قطوعات في الإمداد المائي كما هو الحال الآن.
المهندس “خالد” غاب عن كرسيه فترة قد تصل إلى ستة أو سبع سنوات وهو بعيد عن هذا المرفق ربما بجسده، ولكن حاضر ذهنياً ومتابع كل ما يجري فيه، فإعادته لا تعني أن مشكلة المياه بولاية الخرطوم سوف تحل بين ليلة وضحاها، وليس في يده عصا سحرية يضرب على الأرض تفجر أنهاراً من المياه، فالمهندس في حاجة إلى معاونة الولاية وكل العاملين في مرفق المياه إضافة إلى توفير المال وهو المعضلة الأساسية في إفشال أي عمل ولو لم يوجد مال لن يكون هناك عمل، فكل شيء يحتاج إلى مال، فإذا استطاعت الولاية إعانته بالمال فلن يقصر في كيفية الوصول إلى الحل، لأنه يعرف المشكلة الأساسية ويعرف كيفية العلاج. وقد عمل فترة طويلة من الزمن في هذا المجال ولذلك ليس من الصعب عليه إيجاد الحلول المناسبة. إن قرار إعادة المهندس “خالد” إلى موقعه القديم يعد من القرارات الصائبة ويحمد للفريق “عبد الرحيم” على ذلك وهناك مناطق تحتاج إلى مثل هذا القرار، خاصة فيما يتعلق بالنفايات وصحة البيئة بالولاية فهي تحتاج إلى قرارات ثورية وبعيداً عن العواطف.