شجاعة الرئيس!!
لماذا يفشل إعلامنا دائماً في إسكات صوت الإعلام الغربي؟ لماذا يتيح إعلامنا للإعلام الآخر تحويل كل جميل إلى سيئ عن السودان؟ لماذا هاج وماج الإعلام الغربي عندما حاول قلة من الناشطين ببريتوريا إلى تحويل لفت القمة ومحاولة توقيف رئيس جمهورية السودان المشير “عمر البشير” للمحكمة الجنائية التي انتهت وبطل فعلها منذ زيارة رئيس الجمهورية السابقة إلى الصين.
غياب المعلومة من قبل المسؤولين السودانيين دائماً هي المشكلة الأساسية، وبسببها أحياناً يعجز الإعلام السوداني من دحض افتراءات الإعلام المعادي.
كان في معية رئيس الجمهورية مسؤولون وسفير وملحق إعلامي، هؤلاء كان بالإمكان قتل الإشاعة في مهدها قبل أن تتطور وتصبح حديث كل الإذاعات في العالم.
السيد الرئيس يمتلك من الشجاعة التي تمكنه مواجهة هذا الإعلان بنفسه فهو الذي استطاع أن يعيد مدينة كاملة من يد التمرد خلال عشر دقائق جحافل المتمردين في ميوم حاولوا أن يقتلوه ولكن بحنكته العسكرية استطاع أن يلقنهم درساً ما أظنهم نسوه قبل أن يجلسوا على طاولة المفاوضات بدلاً من الميدان. استطاع العميد وقتها “عمر البشير” أن يعيد “ميوم” ويصبح بعد أشهر قليلة منها حاكماً على السودان.
لقد حاول قلة من الناشطين أن يحرجوا حكومة بريتوريا ورئيسها الذي أثبت مقدرة عالية في الوفاء لضيوفه وقال كلمته التي ستكون خالدة في سجلات التاريخ، إن الرئيس “البشير” ضيف جنوب أفريقيا يغادر متى شاء.. وهذا يعني أن الرئيس “زوما” واثق من نفسه وإلا لما قدم الدعوة للرئيس “البشير” للمشاركة في القمة الخامسة والعشرين التي انعقدت بجنوب أفريقيا.
لقد امتلك الرئيس “البشير” الشجاعة ولم يخرج من جلسات القمة ولم يطلب الإذن أو بدون إذن للمغادرة.. بل ظل صامداً ومشاركاً في الاجتماعات المفتوحة والمغلقة، ما أظنه قد أحس بالتوتر أو الخوف كما يفعل الكثير في مثل هذه الحالات.
لقد انعكست محاولة أولئك القلة من الناشطين بجنوب أفريقيا إيجاباً على الرئيس السوداني وعلى السودان بأكمله، لقد خطف الرئيس “البشير” الأضواء بمحاولة أولئك القلة وأصبح الرئيس الوحيد الذي تناقلت الإذاعات والفضائيات أخباره.. كانوا يظنون أن المحكمة الجنائية ستأخذه من داخل القاعات، ولكن خاب ظنها وظنهم.
الرئيس “البشير” كان يعلم تماماً أنه لن يصبه إلا ما كتب الله، وظل دوماً متوكلاً عليه، فحينما صدر القرار الأول من المحكمة الجنائية في عام 2009م بتوقيفه كان القرار فتحاً جديداً عليه، فتوحدت كلمة الأمة وخرجت الجماهير في مسيرات شعبية من الجيلي إلى الخرطوم فانعكس القرار إيجاباً عليه، وها هو اليوم يجد الرئيس السند والعضد من شعبه بمحاولة أولئك الفاشلين في “بريتوريا”.. بل ربما يعيد كل الرؤساء الأفارقة قرارهم في المحكمة الجنائية ومقاطعتها تماماً فإذا توحد الرؤساء الأفارقة وتوحدت أفريقيا ستكون قوة ضاربة ولن تستطيع أي قوة في الأرض النيل منها.
فالرئيس “البشير” لقن المحكمة درساً لن تنساه أبداً وسيجعلها تعيد حساباتها من جديد.