مشاهد من عودة الرئيس إلى "الخرطوم" بعد رحلة جنوب أفريقيا ليومين
“غندور”: الرئيس سيواصل مشاركاته الخارجية كالعادة ولن تثنيه محاولات التشويش الإعلامي التي تقودها جهات مشبوهة
“فاطمة خالد” تطلق زغرودة الانتصار و”بكري حسن صالح” يعقب عليها ” أبشري”
النائب الأول السابق “علي عثمان”: المنح في ثنايا المحن
الصالة الرئاسية – طلال إسماعيل
عند الساعة السادسة والنصف مساء يوم (الاثنين) هبطت الطائرة الرئاسية في مطار الخرطوم الدولي، بعد رحلة شاقة إلى جنوب أفريقيا امتدت إلى يومين. علم السودان كان يرفرف مع تعالي الهتافات الشعبية ودوي الطبول بعد أن ظهر الرئيس “عمر البشير” بجلبابه الأبيض في أعلى سلم الطائرة يلقي التحية، وعلى جنبات البساط الأحمر وقف النائب الأول “بكري حسن صالح” ونائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن”، وإلى جانبهما النائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه” ورئيس المجلس الوطني “إبراهيم أحمد عمر” وطاقم الوزراء والدستوريين، بينما تدافعت الحشود البشرية أمام بوابة الصالة الرئاسية قبل أن تقتحمها لاحقاً دون أن تتقيد بالتوجيهات الأمنية وتحاصر عربة الرئيس، لتهتف له مما اضطر إلى استخدام عربة لاندكروزر مكشوفة ليحي من خلالها “البشير” الجماهير.
زغرودة الانتصار من حرم الرئيس و”بكري” يبشر
أطلقت حرم رئيس الجمهورية “فاطمة خالد” زغرودة الانتصار عندما هتف “البشير” (الله أكبر) وهو ينزل من طائرته، قبل أن يعقبها النائب الأول “بكري حسن صالح” في انفعال حماسي (أبشري). وبصعوبة شق موكب الرئيس خارج ساحة مطار الخرطوم الدولي طريقه، ولم يتمكن “البشير” من إلقاء كلمة على الجمهور نسبة لمشاكل فنية في أجهزة الصوت.
وفي المؤتمر الصحفي قال وزير الخارجية “إبراهيم غندور” إنهم حاولوا أن يجعلوا منها دراما في محاولة منهم لحجب الأخ الرئيس عن هذه المشاركات الهامة والتي تعود على السودان بالدعم وعلى أفريقيا بالتعاون المشترك، بالتالي كان التصميم على المشاركة الفعالة للرئيس بحضور القمة والالتقاء بعدد من رؤساء الدول الأفريقية. وأضاف “غندور”: كما تعلمون فإن الإرهاصات التي كانت تدور لم تكن ببعيدة عنا وكنا نتابعها ولكننا كنا نعلم علم اليقين بأنها فرقعات إعلامية، يحاولون بها حجب ضوء الشمس ولكن بحمد الله هذه المشاركة أكدت وجعلت الرئيس هو نجم قيادات أفريقيا. والطريقة التي قوبل بها حتى في داخل القمة هي القيادات والوزراء الأفارقة ومن كل المشاركين فيها، كانت تؤكد بأن الأخ الرئيس زعيم أفريقي مرموق يكنون تقديراً خاصاً له وللسودان، وبالتالي الأخ الرئيس سيواصل مشاركاته الخارجية كالعادة ولن تثني الأخ الرئيس عن هذه المشاركات محاولات التشويش الإعلامي التي تقودها في بعض الأحيان جهات مشبوهة ولا غيره. وزاد “غندور”: الحمد لله عاد الأخ الرئيس إلى أرض الوطن.
ووجه تحية لرجال الإعلام وللشعب السوداني الذي وصفه بالمعلم لأنه ساند ووقف وأكد بأنه شعب عظيم، وحول بيانات الاتحاد الأوروبي والدول الغربية قال “غندور” إن المحكمة الجنائية الدولية نفسها ظلت تصدر هذه البيانات على الدوام، والأمر ليس بجديد وبعض الجهات تحاول أن تستخدم هذه المنظمات لإصدار القرارات أو لشكوى في بعض المحاكم كما حدث في جنوب أفريقيا وغيرها ومحاولات لإصدار قرارات للتشويش وإصدار بيانات، نحن نؤكد أن أي دولة تصدر مثل هذا البيان سيكون للسودان موقف حاسم جداً معها لأن القضية هي قضية سيادة دولة وتتعلق برئيس دولة شعبها انتخبه ووقف معه، وهذه البيانات بيانات مبتورة لا تعنينا كثيراً. وفي رده على سؤال بخصوص تحرك طائرة الرئيس “عمر البشير” من مطار عسكري بجنوب أفريقيا وليس مطاراً مدنياً، أضاف “غندور”: وهذا يحدث في السودان أيضاً، في كثير من المشاركات في القمم، طائرات القادة لا تكون في المطارات المدنية المعروفة لأنها توجد حركة طيران كثيفة، ونحن هبطنا في مطار “جوهانسبرج” العادي، وكل طائرات الرؤساء تحركت من مطار خاص.
وأشاد وزير الخارجية “إبراهيم غندور” بما سماه الموقف المتميز لحكومة جنوب أفريقيا. وقال: نتوجه لحكومة جنوب أفريقيا بقيادة الرئيس “جاكوب زوما” وكل طاقمه بالشكر والتقدير، أولاً على الضيافة وحسن الترتيب للمؤتمر، وثانياً موقفهم معنا عندما وصلتنا أن هنالك محكمة تتحرك في هذا الشأن، كان اتصال الأخ السفير “عمر صديق” بالمستشار القانوني لحكومة جنوب أفريقيا وقد التقى به ومعه نائب وزير الخارجية ثم وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا والتي قالت بالحرف الواحد: مشاركة الرئيس “عمر البشير” في هذه القمة فخر لنا، وهو في ضيافتنا ونحن مسؤولون عن ذلك، وأكد ذلك أيضاً الرئيس “زوما” وأشار إلى أن تلك محاولات من بعض أحزاب المعارضة لإحراج حكومة جنوب أفريقيا. وأكد الرئيس أنهم وفقاً لنظامهم القانوني وقبل 12 يوماً من القمة فإن (الغازيتا الرسمية) أشارت إلى أن كل المشاركين في القمة تحت ضيافة حكومة جنوب أفريقيا وحمايتهم. وأشار إلى أن موقفهم القانوني قوي ومتماسك ولا تعنينا ذلك في شيء.
وزاد “غندور” بالإضافة إلى أن تصميمنا كدولة في الاتحاد الأفريقي نشارك في هذه المؤتمرات مشاركة كاملة واصلنا مشاركتنا كالعادة، ومجلس الوزراء الأفارقة كان قد استصدر قراراً بدعم القرار السابق بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل إرجاع قضية المحكمة الجنائية الدولية لمجلس الأمن مرة أخرى.
وأكد “غندور” وقوف القادة الأفارقة والدول الأفريقية مع السودان وكينيا لأن القرار اشتمل على دعم الدولتين في مواجهة ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية. وقال “غندور”: هنالك عدد من الدول في القمة السابقة قد دعوا إلى الانسحاب من المحكمة الجنائية وهذا يتطلب الإجماع الكامل، والمحكمة الجنائية الدولية في أفريقيا نستطيع أن نقول قد تم القضاء عليها تماماً من خلال رفض كل الدول الأفريقية لتنفيذ قراراتها.
وهنا تدخل رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني “مصطفى عثمان إسماعيل” ليهمس في أذن وزير الخارجية “إبراهيم غندور”، بأن الرئيس “عمر البشير” في طريقه للخروج من الصالة الرئاسية لمخاطبة الحشد الجماهيري في ساحة مطار الخرطوم الدولي.
“عبد الرحيم محمد حسين”: الأفارقة أثبتوا أن المحكمة لا تعني شيئاً وقال والي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” للصحفيين في مطار الخرطوم الدولي: كلما تمر الأيام يثبت الأفارقة بأن المحكمة الجنائية الدولية لا تعني بالنسبة لهم شيئاً، وأعتقد أن هذه ضربة قاصمة للمحكمة التي خصصت لتذل وتهين الأفارقة، وأثبت الأفارقة بأنهم لا يقبلوا إهانة ولا ذلة في أي رئيس من رؤسائهم والرئيس بهذه الزيارة الشجاعة أراد أن يثبت للناس بأن هذه المحكمة لا تعني شيئاً للأفارقة.
“علي عثمان محمد طه”: المنح في ثنايا المحن
وقال النائب الأول السابق للرئيس “علي عثمان محمد طه” للصحفيين في المطار: المنح في ثنايا المحن وهذا الموقف يتكرر الآن ليؤكد أصالة معدن القيادة السودانية وموقع السودان في القرن الأفريقي.
وبهذا الموقف تقوت اللحمة والمشاعر والروابط الإنسانية والسياسية والفكرية بين السودان وعمقه الأفريقي، وغدا موقف السودان ورئيسه رمزاً لاختراق كل محاولات القعود بأفريقيا أو تقييد حركتها من الانطلاق نحو آفاق التنمية.