ولنا رأي

ثلاث ولايات وثلاثة بلدوزرات!!

حتى الآن لم يعرف مواطنو البحر الأحمر الوصفة السحرية التي استخدمها الوالي السابق الدكتور “محمد طاهر أيلا”، لجعل مدينة بورتسودان لا تقل روعة وجمالاً من المدن الساحلية، كجدة أو الإسكندرية أو أي مدينة على شاطئ البحر أو النهر. لقد مرت مدينة بورتسودان بعهدين العهد الأول قبل الإنقاذ وكان يقال إن مدينة بورتسودان من أجمل مدن السودان، وإذا سألت أي مواطن ما هي أجمل مدينة راسخة بذاكرتك تكون مدينة بورتسودان في المقدمة، ولكن حتى الآن لم نعرف السر الذي استخدمه “أيلا” في عودة المدينة إلى رونقها وجمالها الأخاذ. وأذكر قبل سنتين تقريباً عندما هبطت بنا الطائرة مطار بورتسودان واتجهنا إلى داخل المدينة، لم أصدق أن المدينة أصبحت أشبه بدول الخليج من حيث النظام والنظافة.
لذا عندما صدرت المراسيم الجمهورية بتعيين الولاة وكانت ولاية الجزيرة قد وقع الاختيار على “أيلا” ليكون والياً لها، سعدت وحزنت في نفس الوقت، سعدت لأن “أيلا” سيجعل ولاية الجزيرة من الولايات التي يشار لها بالبنان، لأن ما قام به بولاية البحر الأحمر سيقدم “أيلا” أكثر منه خاصة وأن ولاية الجزيرة نسبة التعليم فيها عالية والأرض الزراعية خصبة، وهي من الولايات المنتجة ولا تعتمد على شيء واحد.. لذا فإن اختياره لها ضربة معلم. أما حزنت على ولاية البحر الأحمر ليس تقليلاً من همة الوالي الجديد، ولكن دلت التجارب أن العمل الجيد يذهب مع صاحبه فليست كل الهمم واحدة ولا يمكن أن يكون الوالي الجديد نسخة من الوالي “محمد طاهر أيلا”، فكل شخصية تختلف عن الأخرى فلو حافظ الوالي على ما قام به “أيلا” يكون ما قصر.
 أما الولاة الآخرون ففرحت جداً وأول اتصال قمت به بعد الإعلان اتصلت بالأخ “محمد لطيف” وباركت له تعيين الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” والياً على الخرطوم، فالوالي “عبد الرحيم” أيضاً له العديد من الإنجازات إن كانت في القوات المسلحة أو حينما كان بالشرطة، فولاية الخرطوم تحتاج إلى لمسات لتصبح ولاية تشبه ولايات أو عواصم الدنيا، أولاً الطرق وثانياً المواصلات وثالثاً التعليم والصحة وهذه مقدور عليها. فالوالي “عبد الرحيم” يستطيع أن يستنفر كل معاونيه وهو رجل ميداني من الطراز الأول ولا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، لذا ولاية الخرطوم وسكانها سيشهدون طفرة كبيرة في كافة المجالات، ولكن عليه أولاً الذهاب إلى ميدان كركر أو جاكسون عقب تسلمه الولاية اليوم، فإذا نجح في معالجة هذا الموقف فما تبقى يصبح سهلاً أو مقدوراً عليه خاصة الطرق والجسور، وهذه وضعت لها خطط فعلية للتنفيذ.
حدثني الفريق أول ركن “عبد الرحيم” ونحن مجموعة كنا في معية السيد الرئيس في زيارة لمدينة “جوبا”، حدثنا بأن كل النهضة التي تمت في القوات المسلحة لم يكلف فيها خزينة الدولة مليماً واحداً، فله طرقه الخاصة التي نفذ بها المشروعات الكبيرة في الأبراج والمستشفيات وسكن الضباط، فنحن متفائلون بنهضة الولاية في عهد الوالي الجديد. وستشهد ولاية النيل الأبيض نهضة بعد أن أسندت إلى الدكتور “كاشا” وهو أيضاً بلدوزر متحرك فهنيئاً للخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية