ولنا رأي

ما بين "بلاتر" والدكتور "كمال شداد"!!

التشكيل الوزاري الجديد منعنا من التعليق وقتها على ترشح السويسري “بلاتر” للمرة الخامسة للفيفا والذي فاز وقتها بالمنصب بنسبة كبيرة على الأمير الأردني، ولكن الفضيحة التي مني بها اتحاد الكرة بالاختلاسات المالية عجلت برحيله قبل أن يهنأ بالمنصب لخمس سنوات قادمات، فبلاتر استقال أو أجبر على الاستقالة بعد أن فاحت الفضيحة لمنسوبيه، ولكن قبل تلك الفضيحة فقد قارنا بينه والدكتور “كمال شداد” رئيس الاتحاد العام للكرة السودانية والذي تم التآمر عليه ليذهب المنصب لشخص آخر. الدكتور “كمال شداد” لا يقل عن “بلاتر” من حيث العلم والمعرفة والمكانة العالمية التي قدمها لوطنه، فالدكتور “كمال شداد” شخصية معروفة عالمياً خاصة في مجال كرة القدم وبمجهوده الخاص جعل للسودان اسماً عالمياً في عالم المستديرة، ولو لم يعرف العالم الرياضة في السودان ولا الفن أو الغناء ولا حتى السياسيين فقد استطاع الدكتور “كمال شداد” أن يجبر أولئك على معرفة السودان من خلال تأصله العالمي مع كبريات الأندية بل مع لاعبي كرة القدم وإدارييها في العالمين الأفريقي والدولي وحتى العربي. إن مشكلة السودان تكمن في المؤامرات والدسائس على أهل العلم والمعرفة فالضرب تحت الحزام سمة سائدة في كل الأوساط، ولم تكن قاصرة على المجال الرياضي بل تعدتها للفن والسياسة والاجتماع والطب والهندسة، ففي كل مجال من مجالات النجاح نجد أعداء لأولئك .. ليصعد شخص ليست له معرفة ولا دراية ولا خبرة في هذا المجال، فمنذ أن تم التآمر على الدكتور “كمال شداد” هل سمعتم برئيس الاتحاد العام للكرة السودانية أو الاتحاد الأولمبي، هل سمعتم بذكر شخصية رياضية سودانية في تلك المحافل التي تقام في أوساطنا العربية أو الأفريقية أو الدولية، لقد غاب اسم الخبراء السودانيين في مجال كر القدم وحتى الذين يتبوأون مقاعد تلك اللعبة لم تكن لهم أي علاقة بها ولم يمارسوها حتى في الحواري ناهيك عن الميادين الكبرى. ولذلك تدنت كرة القدم في السودان لأن على رأس اللعبة أشخاص لا علاقة لهم بها وهذا سر التدني.
الدكتور “كمال شداد” أستاذ الفلسفة يستطيع أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يصرع بها خصومه، ولكن من واجبنا كمتابعين للأحداث ينبغي أن نعلي من قدر الذين يستحقون التعلية. فالسودان لم يكسب شيئاً بعد مغادرة الدكتور “كمال شداد” للمقعد أو المؤامرة التي مورست عليه، فإذا كان البعض يظن أن الدكتور “كمال شداد” قد بلغ السبعين من عمره ويجب أن يتنحى أو يفسح المجال للشباب لمواصلة المسيرة ولكن شباب بلا خبرة ماذا نستفيد منهم، وشباب بلا عطاء ماذا ينتظر أن يقدموا، العالم كله يعتمد الآن على الخبرة، ففي كل الدول.. أوروبا أو غيرها عنصر الخبرة أولاً ولكن مصيبتنا أن أصحاب الخبرة يبعدون ويُقدمون أشخاص بعيدون كل البعد عن كل مجال يقحمون فيه. فالدكتور “كمال شداد” يحق أن يصبح وزيراً للشباب والرياضة شأنه وشأن كثير من الرياضيين (بيليه أو طاهر أبو زيد) أو غيرهم من لاعبي كرة القدم الذين أسهموا في رفعة الرياضة في بلادهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية