الهجرة إلى الشيوخ!!
أرسل لي صديق مقطع فيديو من إحدى دول الجوار الأفريقي المهووسة بالجن و(العمل) الذي (كتف) الرجل أو المرأة لخلافات مع بعض الأشخاص، والدول الأفريقية مليئة بالخرافات والسحرـ شاهدت المقطع رغم أن اللغة التي يتحدث بها غير مفهومة، ولكن يبدو أن الأشخاص الذين ذهبوا لهذا الرجل تملكهم الجن أو أجرى لهم عملاً كما يقال عندنا في السودان، فالرجل وهو بمثابة شيخ يرتدي جلابية وطاقية ويجلس على ظهر الرجل المسحور أو الذي يتملكه الشيطان أو الجن فيتحدث هذا الشيخ وحسب ما ذكرت بلغة غير مفهومة، ويطالب مريضه بترديد العبارات التي يقولها، فأحياناً لا يفهم هذا الشخص الذي جاء للعلاج ويردد كلاماً مبهماً فيضربه الشيخ ضرباً مبرحاً في وجهه وفي أجزاء متفرقة من جسده، كأنما يقول للشيطان الذي تملكه أخرج وهو أشبه بحالنا عندما نذهب للشيوخ ونسمع الشيخ يتحدث مع المريض، يقول للشيطان أخرج فيصيح فيه.
شاهدت المقطع عدة مرات وشاهدت عدة حالات لمرضى تقريباً والشيخ يضربهم ضرباً شديداً فيصيحون حتى يفلتون من قبضته نتيجة للضرب المبرح.. فالسودان وعدد كبير من أهله يؤمنون بالمشايخ ويعتقدون اعتقاداً جازماً في علاجهم لكثير من الحالات التي عجز عنها الطب، خاصة الذين أصيبوا بالعين وكثير من الحالات نجح الشيوخ في علاجها رغم إيماننا القاطع أن الضار والنافع هو الله.
ولكن الذهاب إلى الشيوخ أحياناً ليس بغرض العلاج النفسي أو إخراج الشيطان ولكن أحياناً طلباً للنجاح أو التثبيت في العمل أو في الوزارة وأصبح الذهاب للشيوخ ظاهرة يعرفها القريب والبعيد، وحتى هذا الشيخ يخبرك بمن جاء إليه طالباً أن يظل في موقع العمل أو (تليين) المدير الذي يكرهه ليكون الوحيد المحبوب له، من بين آلاف المواطنين أو العاملين فالإنسان ضعيف والأمثال السودانية كثيرة يقولون الغريق يتمسك بقشة، ولذلك هناك متعلمون وأصحاب درجات علمية رفيعة يعتقدون اعتقاداً جازماً أن الشيخ يمكن أن يجعله وزيراً ورئيساً أو طبيباً ناجحاً أو غير ذلك مما يحتاجه المرء من هذه الدنيا، علماً أن المولى عز وجل كتب في الأزل لهذا الشخص رزقه وسعيد أم شقي، ولكن هلع المرء جعله لا يصدق بآيات الله بينما يصدق أحاديث أناس مثله، وإذا كان هؤلاء يمنحون السعادة والوزارة والخير وكل متع الدنيا أما كانوا هم أولى بها من هذا الشخص الذي جاء ليطلبها وليدفع له مبلغاً زهيداً من المال.
نسمع كثيراً أن فلاناً الفلاني له عدة شيوخ يسكنون معه وهذا الشخص كلما اقتربت لحظات تشكيل حكومة جديدة أو حلها ذهب إلى المنطقة الفلانية لأن بها شيوخاً يريدون (المية)، وقد سمعنا إبان حكم الرئيس السابق ” جعفر نميري”، الكثير من الروايات الشائعة في هذا الشأن، ومنها أن عدداً من الشيوخ كانوا جالسين لتثبيت النظام. ألم تسمعوا بـ(الفكي تلفزيون) الذي وضع لكشف أي محاولة انقلابية.