ولنا رأي

إلى متى يبقى (المعاليا) و(الرزيقات) في حالة اقتتال؟!

في أحد الفيضانات التي تضرب دائماً مناطق آسيا يتمسك الإنسان عندما تغمر المياه كل الأراضي ببعض الحيوانات التي كانت تعيش معه ويحاول إنقاذها كما ينقذ طفله أو والده أو والدته، وقد شاهدت منظراً لأحد المواطنين وهو (يخوض) في أعماق المياه بينما يحمل على رأسه ثلاثاً من القطط وضعها على طبق من السعف محاولاً إنفاذها.
لقد شاهدت هذا المنظر وأنا أقرأ رسالة أرسلت عبر (واتساب) عن تجدد المعارك بين (المعاليا) و(الرزيقات) استخدمت فيها الآلات الحربية والمدافع، هذه الآلات موجهة لقتل الإنسان وليس الحيوان وهي محاولة لتصفية الإنسان البشري.. وكل طرف من طرفى الفتنة يحاول تصفية بعضه البعض، بينما هذا الإنسان البسيط في أقصى دول آسيا يحاول إنقاذ حيوان صغير تكاد أن تغمره المياه.
تعجبت لإنسان السودان الذي يقتل أخاه بسبب هذه الأرض التي اندلعت بسببها المشكلة منذ أكثر من سبعين عاماً.. مرت حكومات وتدخل أجاويد في محاولة إثناء الطرفين ووقف نزيف الدم فيما بينهما.. كتب الكُتّاب عن تلك المشكلة التي أصبحت أشبه بحرب (داحس والغبراء) التي مات بسببها عدد كبير من العرب.
إن أرض السودان تساوي ثلاث مرات أرض فرنسا أو دول أخرى، لذلك من المفترض ألا تكون سبباً لتصفية بعضنا البعض.. السودان محسود على هذه الأرض الشاسعة الواسعة، وأهلها لا يعلمون كم هي مصدر للخير والرزق لنا، وليست مصدر العداء والقتل لأهلنا.
لقد استمرت الحرب في جنوب السودان وهي أرض سودانية ولا أحد يعلم لماذا نقتل بعضنا البعض؟ لماذا نصفي بعضنا البعض ومن أجل ماذا؟ لا أحد يعرف، لكن الحقيقة أن القتل والخراب والدمار بسبب النار التي تكون دائماً مغطاة بالرماد، وإذا كانت تلك النار لم تُطفأ نهائياً فلا بد أنها ستشتعل من جديد إذا ما ألقي عليها حطب ليزيد من اشتعالها.
إن حرب (المعاليا) و(الرزيقات) حرب لن تنتهي قريباً إلا إذا اتخذت الحكومة قراراً شجاعاً بترحيل طرف من الأطراف إلى مناطق أخرى، لأن الصلح لن يجدي طالما ان كل طرف مشحون ضد الآخر.. وطالما ان هناك ثارات تزيد ولا تنقص بسبب اشتعال الحرب كل فترة ووجود ضحايا بين الطرفين، لذا لا بد من التدخل الحكومي لتهدئة النفوس وتطييب الخواطر وحل المشكلة بالجودية، وإلا سنفقد كل فترة قبيلة من القبائل ومنطقة من المناطق وإقليماً أو ولاية من الولايات بسبب هذه الحرب اللعينة.. لا بد من تحكيكم صوت العقل لإنهاء هذا الصراع الذي نخشى أن يتمدد وينتقل إلى منطقة أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية