متى تفيق الأمة العربية؟!
نشاهد يومياً عبر الفضائيات المختلفة حالة الدمار والحزن الذي أصاب بعض الدول العربية مثل ليبيا وسوريا واليمن، لم تهدأ أصوات الرصاص والبنادق والدانات.. ظلت تلك الدول في حالة نزوح يومي من مناطق الدمار.. بل أصبحت المناطق التي كانت عامرة بالسكان وبالتعليم والصحة وبالمساجد أصبحت بيوتاً للأشباح .. الكل يطارد الآخر ولمصلحة من هذا الدمار الذي ينفذ بواسطة أبناء الدولة نفسها.. ماذا يريد أولئك إن كانوا سياسيين أو يعملون لجهات أخرى.. ماذا يستفيدون وهم يشاهدون بلادهم تدمر بأيديهم وبأيدي الآلة الحربية التي منحت لهم لتمزيق وطنهم، لقد غاب عقل أولئك وبدأوا في حالة اللا وعي يقتلون ويدمرون ويطاردون بعضهم البعض من منطقة إلى أخرى.
إن الربيع العربي الذي ظن البعض أنه جاء لانتشال البلاد والعباد من ظلم وحكم الطغاة، أصبح حكم الطغاة رحمة وبرداً وسلاماً عليهم.. أكثر من أولئك المتعطشين إلى الدماء.
إن ليبيا التي حكمها “القذافي” بالحديد والنار أصبح حكمه أرحم من حكم أولئك الذين دمروها في بضع سنوات، ومازالت في حالة حرب ودمار مستمر، ومتى تجد “قذافي” آخر أو “سنوسي” آخر ينتشلها من الحالة التي تعيشها الآن. وكذا الحال في العراق التي ظن البعض أيضاً أن “صدام حسين” كان جباراً في الأرض وقاسياً حتى على أسرته وعلى بناته، حينما أعدم أزواجهم نهاراً جهاراً.. ولكن “صدام” الآن كل العراقيين يطالبون بعودة حكمه.. لأن العراق وقتها كانت تعيش في حالة من الأمن والأمان والطمأنينة، ولكنها الآن تعيش في حالة دمار وخراب.. أما اليمن التي كانت أحسن حالاً طوال فترة الرئيس “علي عبد الله صالح” انقلب الآن إلى حالة من القسوة والقتل والخراب والدمار، مما أبكى هذا الحال وزير خارجيتها وهو يرى بأم عينه النساء والأطفال يقتلون حتى الهرب لم يسمح لهم به، أكثر من خمسين مواطناً يمنياً قتلوا في لحظات.. ولا يدري أحد كم سيستمر الحال فيها.. وكم عدد الناجين من تلك الحرب اللعينة التي يقودها أبناء الوطن الواحد من أجل كرسي السلطة.. ويا ليت أولئك يساعدون في أمن واستقرار بلدهم حينما يتربعون على كرسي السلطة.
إن أبناء الأمة العربية يستغلون دون أن يدروا.. فالأصابع الخفية تلعب دورها فتحرك هذا وذلك كما تحرك قطعة الشطرنج الطابية لقتل الجندي والجندي لقتل الحصان.. إن الأمة العربية في حالة اللا وعي ولذلك تفعل فيها الأصابع الخفية ما تريد إلى أن تدمر كل بلاد العرب بأيدي أبناء العرب أنفسهم وهم لا يشعرون.