متى يتم تخطيط سوق أم درمان؟
نسمع كثيراً جداً عن محاولة لتخطيط سوق أم درمان ونسمع أن هناك لجان للتخطيط بدأت أعمالها في تخطيط السوق ابتداء من شارع كرري يأخذ متر أو مترين يميناً وشمال الشارع، ولكن بعد فترة تتبخر تلك اللجان ويتنفس أصحاب المحلات التجارية الصعداء بأن اللجان قد اختفت تماماً، أو لم ما هو السبب في فتورها وأين الحماس الذي ملأ كل أركان السوق.
إن سوق أم درمان يعد واحداً من تراث منطقة أم درمان.. وإذا كان السوق خطط في فترة من الفترات لاستيعاب عدد من التجار فإن الفترات المتلاحقة ضاعفت من عدد التجار. وأصبح السوق لا يستوعب الكم الهائل هذا مما ضاق السوق بأهله وأصبح الدخول والخروج إليه مشكلة..والمحلية لا يهمها ضيق الشوارع أو الذين يفترشون الأرض فالمحلية يهمها كيف تتحصل على المال من الفريشة أو أصحاب الدرداقات ،أو غيرهم من صغار التجار.. فسوق أم درمان سوف يرتاده السياح فلا يعقل أن يكون هذا السوق الذي تجاوز عمره السبعين أو الثمانين عاماً بنفس السوق الذي كان يستوعب قلة من التجار .. سواء في زنك الخضار أو الفاكهة أو سوق التشاشة أو محلات أبو مرين أوالترزية أو خلافهم من أصحاب المهن المختلفة فالسوق الآن من الصعب دخوله عند لصباح أو في المساء..أما في المناسبات كالأعياد فمن الأفضل أن يتحصل المواطنين على احتياجاتهم من أي محلات أخرى.. لو كان البديل يشبه سوق أم درمان ولأن البديل لا يرضي طموح المواطنين أو المشترين فيجب أن يتحرك معتمد أم درمان باتخاذ قرار إما بمنع دخول الركشات ،وأصحاب الكاروهات وحتى العربات الصغيرة.. فالسوق للذين يمشون على أرجلهم أو لمن لديهم وسائل مواصلات سهلة التحرك.
إن سوق أم درمان من الصعب تخطيطه ولو دفعت الحكومة مليارات الجنيهات فالسوق يحتاج إلى معالجات تتمثل في معالجة زحام المركبات التي تحدث الاختناق اليومي للسوق خاصة في فترة الصباح ومنع العربات الكبيرة المحملة بالبضائع دخول السوق في الصباح أو تحديد فترة زمنية لها لا تزال البضائع ومنع دخول الركشات والعربات التي تقودها الدواب مع منع صغار التجار من فرش بضائعهم على الشوارع العامة داخل السوق.. لأن السوق بصورته الحالية يعجز المرء السير فيه برجليه ناهيك من قيادة سيارة ،أو ركشة أو أمجاد فالسوق أصبح من معالم أم درمان ومن المزارات التي يقصدها السياح، فلا يعقل أن يكون سوقها بهذه الصورة السيئة .