لا تعلقوا سقوطكم على التزوير!!
يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان.. ها هي انتخابات 2015م تنتهي وتعلن النتائج الأولية عبر المراكز توطئة لإعلانها بصورة رسمية عبر مؤتمر صحفي بقاعة الصداقة صبيحة السابع والعشرين من أبريل الجاري، على أن يمنح المرشحون فرصة لتقديم طعونهم إن كانت هنالك فعلاً طعون. النجاح لا يأتي وصاحبه واضع يده على خده أو نائم أربع وعشرين ساعة، فطعم النجاح وحلاوته تكمن في العمل كما الامتحان، فمن ذاكر من بداية العام مذاكرة جادة والتهم المقررات التهاماً بالتأكيد سيضمن نجاحه وتفوقه، أما اللاهون واللاعبون فمصيرهم دائماً الفشل والسقوط.. ولكن هؤلاء لا يعترفون بالفشل ولا بالسقوط كاستقصاد المعلم أو أن الأسئلة جاءت من خارج المقرر أو أنني كنت حافظ المادة ولكن عجزت في الامتحان أن أجيب عن الأسئلة، لأن المولى لم يفتح عليّ ببداية الإجابة.. كلها أوهام يحاول من سقط في الامتحان أن يجد مبرراً وعذراً خلالها.
أما المرشحون إن كانوا أحزاباً أو مستقلين، فيعزون سقوطهم في الانتخابات إلى التزوير، أو أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات قام بتغيير أو تبديل الصناديق، أو أن هناك جهات تلاعبت بالنتيجة، لذلك ما حصل عليه المرشح من أصوات لم يكن الأصوات الحقيقية له.. وهكذا نرى المبررات التي يسوقها أولئك الذين خسروا الانتخابات ولم يعزوا السقوط أو الخسران إلى عدم قيامهم بحملات تعريفية وسط الناخبين أو قيامهم بأعمال تشفع لهم قبل أن يبدأوا خوض الانتخابات.. وحتى الذين يقدمون خدمات مع بداية الانتخابات كلها حيل يعرفها الناخب، فمن أراد أن يحصل على نتيجة صادقة عليه أن يكون قريباً من الناس في أفراحهم وأتراحهم.. أن يكون الرئة التي يتنفسون بها والعين التي يبصرون بها.. يجب أن يخالطهم ويعاشرهم.. فالناخب السوداني يعد من أذكى الناخبين، فهو لا تنطلي عليه الحيل كما كان في الماضي حينما يقول المرشح لأهل الدائرة سأعمل لكم كذا وكذا، وبعد أن يدخل قبة البرلمان لا يرى دائرته ولا أهلها، لذلك سيكون مصيره الفشل أو السقوط في أي انتخابات تأتي بعد ذلك.. وكما يقول أهل السودان في تلك الحالة (لبدوا ليه)، بمعنى أن الكذبة التي ساقها في الانتخابات التي مضت لن تمر عليهم مرة أخرى.
لذا فالذين يسقطون في الانتخابات عليهم أن يراجعوا أنفسهم ولا يعقلوا سقوطهم بالتزوير أو التكالب عليهم.. فمن قدم خدمة للمواطن بالتأكيد سيجني ثمارها في مثل هذا اليوم، ومن رفع يده وجلس فلا يتوقع إلا السقوط، فالساقطون في تلك الانتخابات عليهم مراجعة أنفسهم والاستعداد للقادم بكل جدية مع إحداث علاقة طيبة مع أهل الدائرة التي سينزلون فيها.