ولنا رأي

سرقوا كليتي!!

نشرت بعض المواقع الإلكترونية صورة  وحديثاً لفتاة من الجزيرة ،اتهمت بعض الأطباء بسرقة كليتها، بعد أن أجريت لها عملية، كانت مخصصة لمرض آخر، ولكنها بعد أن أفاقت من البنج ،اكتشفت أن العملية التي أجريت لها لم تكن في المكان المخصص لها، وأن المكان الذي أجريت فيه العملية كان بعيداً عن المكان، الذي اعتادت على دخوله، إذ أنه أجريت لها عدة عمليات جراحية من قبل، فقالت عندما أفاقت من البنج: “سرقوا كيلتي”.
الفتاة تعرفت على الطبيب، وعلى من قاموا بإجراء العملية ومخدر العملية وملكت المعلومات لجهات أخرى.  واتضح – وفق ماورد بالخبر- أن أولئك الاشخاص سرقوا كلية الفتاة ، وذهبوا بها إلى إحدى الدول العربية، التي تجرى فيها مثل تلك العمليات، وهناك المتاجرون في بيع أعضاء الغلابة والمساكين، أو سرقة تلك الأعضاء، ولا أعتقد أن الفتاة تكذب لأنها مصورة، وكشفت عن مكان إجراء العملية.
إن سرقة أعضاء البشر أصبحت تجارة رابحة لها محترفون ،إن كانوا أطباء أو متعاونين معهم.  هذه واحدة من عمليات سرقة وبيع أعضاء المواطنين. ولا ندري أين الوازع ،وأين قسم الطب، إن كان حقيقة مايتردد عن مشاركة أطباء   في مثل هذه الجريمة البشعة، ما حدث لتلك الفتاة لا بد أن يكون قد وصل إلى وزير الصحة بولاية الجزيرة، ووصل كذلك إلى وزير الصحة الاتحادي، ولكن السؤال ماذا فعل وزير الصحة بالولاية ، وماذا فعل وزير الصحة الاتحادي مع هذه الجريمة؟ هل تم  استدعاء الطبيب وكل من شارك في الفعل؟ ما موقف أسرة تلك الفتاة، هل فتحت بلاغاً في مواجهة الطبيب وكل فريق العملية، أم أنهاآثرت السترة ،كمايفعل البعض خوفاً من الفضيحة أو غير ذلك من الاعتبارات؟.
لقد أصبح المال كل شيء للإنسان،ولا يهتم البعض  بأن يعرف مصدره، حلال أم حرام، المهم كيف يجمع المرء هذا المال، ولو عرض نفسه للموت،أو القتل ، كما يحدث  الآن في جريمة سرقة أعضاء البشر، وهي تجارة رابحة وسريعة العائد، كم من أطفال فقدوا ،والسبب سرقة الأعضاء، كم من امرأة أو رجل مسن اختفى عن أهله ،ولم يظهر حتى الآن والسبب أيضاً بيع الأعضاء.. قصص وروايات تحكى عن هذا العالم المخيف. ولكن لم نسمع أن الدولة قد ألقت القبض علي العاملين فى هذا الميدان المنكر،  وقدمتهم إلى محاكم تنصب لها المشانق ، جراء ما اقترفوه من جرم في حق هذه البشرية.
إن الحالة الموجودة والمتداولة في المواقع الإسفيرية ،تتطلب أن يحقق فيها أولاً وزير الصحة بالولاية ،ومن ثم وزير الصحة الاتحادي، وتشكيل  محاكم علنية لأولئك المجرمين،متى ثبتت عليهم التهمة، بعد سماع أقوال تلك الفتاة، التي تتمتع بالجرأة مع استصحاب بعض الحالات الأخرى ،التي فتحت شهية أولئك الدكاترة، إن كانوا فعلاً حقيقيين.
لقد أصبح دخول المستشفيات يسبب خوفاً ورعباً للمواطنين ، خاصة إن كانت الحالة تستدعي إجراء عملية.. لقد غاب الضمير الإنساني، وأصبحت المادة هى الكل في الكل.  ولا يهم كيف الحصول عليها، من مخدرات أو بيع أعضاء أو خلاف ذلك. فمتى يصحو ضمير أولئك البشر؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية