من يكون شبيهاً للملك سلمان..؟!
اتخذ خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز” قراراً بإقالة وزير الصحة السعودية، لم تكن إقالة السيد الوزير بسبب تلقيه رشاوى أو فساد مالي أو التعدي على أموال الشعب أو بسبب غسيل أموال، ولكن السبب يعتبر عندنا في السودان سبباً هايفاً بمعنى إيه يعني مواطن احتد مع الوزير وإيه هذا المواطن الكحيان الغلبان يتطاول ليتحدث مع السيد الوزير.
إن قرار خادم الحرمين الشريفين يعد درساً لكل الحكام العرب ولكل المسؤولين في منطقتنا العربية والإسلامية والأفريقية، السيد وزير الصحة السعودي لم يحسن الحديث مع مواطن يطالب بالعلاج، وهذا الأمر يعد من صميم اهتمامات الوزير لأن الوزير جاء لخدمة الشعب وليس ليتمتع باسم الوزارة، ينال مخصصاتها واسمها وشرفها والسفر من دولة إلى أخرى.. لقد أحسن خادم الحرمين الشريفين بهذا القرار الذي سيظل متداولاً الآن وللأجيال القادمة، بل سيقطع الطريق أمام أي وزير آخر يحاول استفزاز المواطن الذي اعتلى الوزارة من أجله وليس من أجل دنيا يغتنم مالها.
نحن مقدمون على دولة جديدة بعد انتهاء انتخابات 2015م، التي بدأ الاقتراع لها أمس.. إن الدولة الجديدة ينبغي أن يكون رئيسها مثل خادم الحرمين الشريفين الذي أقال وزير الصحة بسبب التطاول على المواطن المسكين، فما بالنا نحن والوزير يفعل ما يريد ليس تطاولاً على المواطن البسيط الذي يقصده لقضاء حاجته وإنما بسبب تعديه على حقوق الشعب وحقوق دافع الضرائب.
كم من حالة أسوأ من حالة وزير الصحة السعودي عندنا في السودان ومن قبل وزراء رفيعين، الرئيس لم يتخذ قراراً بإقالتهم ولكن رفعوا إلى درجات عليا.. وهناك أفراد كانوا لا يجدون قوت يومهم وفرت لهم الأموال فبدل أن ينصلح منها الشعب حولت إلى أرصدتهم فمنهم من كان يسكن في شقة صغيرة بالإيجار وعلى قول المصريين غرفتين وبرندة أصبح يمتلك منزلاً من عدة طوابق وعدد من السيارات، من أين أتى هذا الوزير بكل هذه الأموال وفي زمن قياسي.. لماذا لا تسأله الدولة من أين أتى بهذه الأموال الطائلة، والشخص الذي يعتدي على مال الشعب تتم ترقيته ويصبح من أعيان الشعب ويا ليته صمت ولزم حدوده بل يتطاول في النفاق وفي إساءة الآخرين.
إن المرحلة القادمة تتطلب أن يقال الوزير إذا لم يحسن الأدب مع رعيته وليس بسبب السرقة أو نهب أموال المواطنين، يجب أن تكون المرحلة القادمة مرحلة بناء الوطن ومساعدة البسطاء والمساكين بدلاً من مساعدة اللصوص والحرامية في زيادة ممتلكاتهم التي أقاموها بالنهب والاحتيال.
نريد من الرئيس القادم أن يكون أشبه بالملك “سلمان” الذي انتصر لأحد رعاياه وأقال الوزير الذي لم يحسن التصرف معهم، وهل سيكون الرئيس القادم يمتلك تلك هذه الصفات؟.