ولنا رأي

إصلاح الدولة يبدأ من هنا..!!

تحدثنا بالأمس عن جلسة مجلس الوزراء التي ناقشت تقرير اللجان الخاصة بإصلاح الدولة، وقلنا إن التقرير يمكن أن يكون برنامج عمله في المرحلة المقبلة، لأن التقرير تضمن موضوعات كثيرة وهل تمثل لب معالجة الإصلاح، أولها مسألة الاقتصاد فالاقتصاد هو العصب فإذا صلح صلحت بعده كل الأمور.. والسودان يعاني من تردٍ اقتصادي بعد خروج البترول وبعد حالة الانتعاش التي شهدها خلال فترة الست سنوات ما قبل الانفصال، لكن التقرير يحمل بشريات للمعالجة خاصة فيما يتعلق بالزراعة ونحن دولة زراعية لها كل الإمكانيات التي تجعل من السودان دولة رائدة في مجال الغذاء.
التقرير لمس جوانب مختلفة كالقمح الذي يمكن يغطي حاجة البلاد الداخلية ومن ثم تصدير الباقي للدول المحتاجة سواء أكانت دول الجوار الأفريقي التي تعاني أيضاً أزمات في المجال الزراعي، بجانب توفير الذرة، وهي أيضاً عبر البحوث الزراعية والإرشادات يمكن أن تزيد من المحصول، فالسودان لديه آلاف من خريجي كليات الزراعة أو أساتذة الزراعة المنتشرين في كافة البقاع بجانب الأرض البكر، وهناك المراعي الخصبة والحيوان، وما على الجهات التي وضعت هذا التقرير إلا التنفيذ، والنتيجة بالتأكيد ستكون لصالح المواطن والوطن.. فاللجان التي قدحت ذهنها ما عليها إلا أن تترجم ما على الورق إلى الأرض.
أما في مجال السياسة وهي لب المشاكل، والتقرير استعرضها بالتفاصيل، فنحن وأحزابنا يمكننا أن نعالج مشاكلنا في البيت الواحد بهدوء، ويمكن أن نصل إلى صيغ أو طريقة حكم يتداول بكل سهولة ويسر.. وفي جانب العلاقات الخارجية استطاع أعضاء اللجان أن يقتلوا الملفات بحثاً وتوصلوا إلى علاقات مميزة مع العديد من الدول، واستطاعوا بالدبلوماسية الناعمة أو الهادئة أن يصلوا إلى اتفاق مع العديد من الدول التي كانت تنظر إلى السودان من علٍ، ولكن هذه الدبلوماسية استطاعت أن تجبرها على التعامل بندية فعادت العلاقات مع أفريقيا ومع أوروبا وتبقت الأم الكبيرة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه عن طريق التحاور يمكن الوصول معها لاتفاق طالما فتحت طاقة أو نافذة مع البلاد من خلال الدعوات التي وجهت لمساعد رئيس الجمهورية.
الجانب المهم، الذي تناولته اللجنة المختصة بالخدمة المدنية والتي نبكي على أمجادها حينما كانت لكل الناس.. تناولت اللجنة الأمر بكل جدية خاصة فيما يتعلق بالتعيين والترقي وأبعدت المحسوبية والمحاباة، وهذا إن اكتمل ربما تعود الخدمة المدنية سيرتها الأولى، فإصلاح الخدمة المدنية فيه إصلاح لكثير من القضايا.. وفي مجال الدفاع والأمن أيضاً هناك فتح لمجالات التدريب والتعاون مع الأجهزة المختلفة.
عموماً التقرير في غاية الأهمية، ويمكن أن يطرح على المواطنين كافة، خاصة وأن المرحلة المقبلة مرحلة تحتاج فعلاً إلى الإصلاح، وإلا سيكون الحال كما كان عليه خلال الفترة الماضية.. نقول  الحديث سهل وكتابة التقارير أسهل، لكن الترجمة على الأرض أصعب.. فإذا ما ترجمت نكون قد خرجنا إلى بر الأمان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية