من يعيد للسودانيين عزتهم؟!
في إحدى الأخبار التي نشرت عبر الوكالات وتم تداولها، أن الولايات المتحدة الأمريكية، طلبت من رعاياها باليمن التصرف والخروج بطريقتهم الخاصة عبر السفن، أما نحن أهل السودان فالإنسان لا قيمة له إن كان في حرب اليمن الآن أو في حرب ليبيا أو في أي حرب أخرى، فمصير المواطن السوداني دائماً مجهول ولا يجد من يهتم به. فالآن حرب اليمن دخلت يومها الثاني عشر وكل يوم نسمع أن الرعايا السودانيين سوف يتم إجلاؤهم عن طريق الطائرات أو عبر البر بالمملكة العربية السعودية، ومازالت أسر تلك الرعايا تسأل طوب الأرض ليدلها على وضعها.
ففي كل صباح نقرأ ونسمع أن هناك خطة لإجلاء الرعايا ولكن بدون فائدة.
إن المواطن السوداني وفي كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان وحتى الآن لم يجد الاهتمام الكامل، صحيح في حرب العراق بادر الباشمهندس “السعيد عثمان محجوب” بإجلاء الرعايا وهذه محمدة تحسب له، لأن الباشمهندس “السعيد” حينما كلف بالأمر وقتها كان قدر التحدي، ولكن إذا سألنا عن تعويضات السودانيين الذين كانوا وقتها بدولة الكويت الشقيقة أين تلك التعويضات التي قاربت العشرين عاماً أو أكثر، أما الرعايا السودانيين بدول الاغتراب خاصة من ليبيا فقد تم التعدي عليهم فمات من مات منهم، فالدولة سدت دي بطينة والثانية بعجينة إلى أن غادر حكم الرئيس الأسبق “القذافي”، فلم يعرف مصير الموتى بالزاوية الحمراء أو الذين سلبت أموالهم.
أما في المملكة العربية السعودية فهناك بعض السودانيين الذين ماتوا بالحسرة بسبب الكفيل الذي تنكر للعامل السوداني ولم يعطه حقوقه، وحينما يضغط المواطن السوداني على الكفيل ومطالبته بمنح حقوقه كان القرار الخروج بدون عودة، وربما بالملابس التي على جسده، لذا فإن المواطن السوداني يتعرض للانتهاكات والدولة تعلم تماماً ولكن لا حراك لا لسفير ولا لقنصل، ولا لأي مسؤول يرد لهذا المواطن اعتباره، بينما هناك دول لا ترضى أن يساء لأي فرد من رعاياها فتقيم الدولة الدنيا ولا تقعدها، ولكن مسؤولينا يؤثرون الصمت ولا ينصرون رعاياهم، وما حدث بقنصلية جدة ليس ببعيد فحتى بني الجلد ينتقمون من بعضهم البعض، ولذلك أحسنت وزارة الخارجية بتشكيلها للجنة التحقيق لمنسوبي القنصلية الذين تعدوا على المواطن السوداني وأوزعوه ضرباً وشتماً وإساءة.. لذا فإن لجنة وزير الخارجية ستكون أول سابقة يتم الاستناد إليها في المستقبل جراء الفعل الذي ارتكبه أولئك ونالوا جزاءهم.
نأمل من وزارة الخارجية وجهاز السودانيين العاملين بالخارج وعلى رأسهم السفير “حاج ماجد سوار”، أن يجعلوا رأس السوداني مرفوعاً دائماً وأن يأخذوا له حقه وأن يعيدوا له عزته وكرامته.