يخلق من الشبه أربعين
زارني أمس اثنان من الإخوة الصوماليين؛ الأول يدعى “عبد الفاتح نور” يشغل منصب رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون بالصومال، وجاء لمناقشة رسالة الماجستير في جامعة أم درمان الإسلامية عن الاتصالات.. أما الثاني فيدعى “عبد الله” ونال درجة البكالوريوس من جامعة أفريقيا العالمية كما نال درجة الماجستير في القانون من جامعة الزعيم الأزهري.
من خلال النقاش معهم تأكد لي أن الإخوة الصوماليين يتمتعون بذكاء خارق ومعرفة في معظم القضايا إضافة إلى حبهم إلى السودان بصورة مدهشة ومعرفة لأدباء وفناني الشعب السوداني ابتداءً من “سيد خليفة” و”وردي” و”عثمان حسين” و”صلاح بن البادية” الذي يعد فنان الشعب الصومالي الأول والفنان “حمد الريح”.
توجد بيننا والإخوة الصوماليين أوجه شبه كثيرة خاصة في السحنة وهم أيضاً إلى الشبه بيننا والإخوة في إثيوبيا واريتريا. فأذكر في عام 2000 عندما شاركت في مؤتمر المرأة الذي أقمته دولة قطر الشقيقة على ردهات الفندق الذي أقيم فيه المؤتمر التقيت بعدد من الإخوة الصوماليين وكان من بينهم الرئيس الصومالي الأسبق “عبده صلاة” اقترب مني أحد الإخوة الصوماليين وقال لي إذا أردت أن تجري مقابلة صحفية مع السيد الرئيس فنحن سوف نهيئ لك الجو المناسب للمقابلة، سألتهم كيف، قال لي: السيد الرئيس يسكن في الطابق السابع من الفندق وبعد قليل سوف نصعد معه إلى مكان إقامته فيمكنك الذهاب معنا فقلت لهم ولكن الحرس لن يسمح لأي صحفي بمقابلة أي رئيس، قالوا لى ولا يهمك تعال وسطنا وسوف نصعد الأسانسير سوياً وبالفعل دخلت وسط مجموعة من الإخوة الصوماليين وكان من بينهم الرئيس الصومالي فصعدت معهم إلى الطابق السابع وعندما وصلنا إلى مقر إقامته أشاروا إلىّ أن أذهب إليه مباشرة وبالفعل اتجهت إليه وعرفته باسمي ودولتي فرحب بي وأدخلني غرفته فأدرت معه حواراً لمدة ربع ساعة تقريباً فوضعت مسجلي داخل جيب الجاكيت ونزلت فاتجهت إلى أجهزة الحاسوب فكتبت الحوار وأرسلته إلى الصحيفة غبر الفاكس فانفردت الأنباء وقتها بأول حوار تجريه صحيفة سودانية مع الرئيس الصومالي.
إن دولة الصومال واريتريا وإثيوبيا وحتى تشاد يعدون من دول الجوار المفتونين بحبهم للسودان ولشعبه فثقافتهم مستمدة من السودان، ففي هذه الدول تجد الغناء معظمه سوداني ويحفظون أغاني السودانيين “وردي”، “عثمان حسين”، “سيد خليفة”، “صلاح بن البادية” وغيرهم من الفنانين الآخرين كما نحن مفتونين بأغاني “أم كلثوم” و”حليم و”محمد عبد الوهاب” و”شادية” فنحن نستمد ثقافتنا من إخوتنا المصريين وهؤلاء يستمدون ثقافتهم مننا.. لذا يجب أن تكون علاقاتنا معهم أقوى وأمتن فهم رصيدنا في القارة السمراء.