المشهد السياسى
عاصفة الحزم لا بديل لها.. ولكن..!
موسى يعقوب
الحوثيون في اليمن بقوتهم المحدودة عسكرياً ومذهبياً لعبوا دوراً هدد الأمن والاستقرار في اليمن الذي عرف تاريخياً وحضارياً باليمن السعيد.. فذهب كل شيء مع الرياح.. بل وما يقلق المنطقة أكثر أن (العمائل) الحديثة ربما وصلت إلى دول الجوار وأبرزها هنا المملكة العربية السعودية التي تحسب حساباً للمحاذير ولذلك مبرراته. فالمملكة هي أرض الحجاز والحرمين الشريفين والنفط والدولة ذات البعد والتأثير خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً أيضاً.
وغير هذا البعد الخارجي والإقليمي وربما ما يسبقه هو استقرار الجمهورية العربية اليمنية ومواطنيها والإنسان اليمني تحديداً حكومة وشعباً.. فقد ظلت اليمن منذ مدة تفتقر إلى ذلك كله وتدخل في موجة عنف أثارت قلق المجتمع العربي والإقليمي والدولي.. وزاد ذلك واضطر كما هو معروف بدخول الحوثيين في ما يجري حالياً وربما بدعم وتحريض من آخرين، اغتنموا الفرصة ووجدوها سبيلاً إلى تحقيق أهدافهم المرجوة والتي يعملون لها بوسائل مختلفة.
ذلك كله يحدث ويجري أمام أعين الناس ما كان يتوقع أن يحدث تلافياً للموقف غير المبادرة السعودية التي وجدت دعماً عربياً رسمياً وشعبياً إلى حد كبير. فالمملكة العربية السعودية وهي من تأثر ويتأثر أكثر من غيرها بما يجري في دولة اليمن بادرت بعملية (عاصفة الحزم) التي دخلت فيها وخاضتها بقوى عسكرية جوية وبرية كبيرة، كان لها مردودها الإيجابي على مواقع الحوثيين حسب ما جاء على لسان وزير الدفاع السعودي ونقلته عنه وكالة الأنباء السعودية. فقد دمرت الضربة الأولى الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام و4 طائرات حربية.. ثم طال القصف الجوي دار الرئاسة اليمنية وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء..الخ.
والمملكة العربية السعودية تقوم بدورها العسكري والسياسي تداعى إليها الكثيرون من الدول العربية والخليجية فضلاً عن تصريحات مؤيدة صدرت عن أمين عام الجامعة العربية وغيره. فمن الدول العربية التي أعلنت مساندتها ومشاركتها في (عاصفة الحزم)
جمهورية السودان ومصر والأردن وتونس وباكستان..
ومن الدول الخليجية:
قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين.. والمملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة العسكرية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين.
لقد كان لكل من هذه الدول دورها في العاصفة ونذكر هنا السودان الذي أعلن ذلك بوضوح كبير وحدد الأسباب الداعية إليه ومنها بالدرجة الأولى حماية أرض الحرمين ومقدساتها، إلى جانب هموم أخرى أمنية إقليمية تصل إلى البحر الأحمر ومضايقه ومنافذه. والسودان يعلن مشاركته لم يستثنِ من ضروراتها ولوازمها شيئاً. وما يجدر بالذكر هنا إفادة السيد رئيس الجمهورية المشير “البشير” التي قال فيها:
(عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن بداية حقيقية للوحدة العربية..)، فإنقاذ اليمن مما كان يجري فيه وحمل رئيسه “منصور هادي” لأن يدعو وينادي بإنقاذ الحكم الشرعي، والمواطن اليمني جعل من (عاصفة الحزم) هماً عربياً فضلاً عن سعودي.. وهو ما كان يتطلع إليه العرب منذ زمن بعيد ظل الكل له همه واهتماماته وعلاقاته.. فهناك في الخليج العربي ما عرف بـ(1+5) التي عمل الغرب جاهداً على عزلها عن بقية المجموعة العربية.
ونحمد الله الآن أنهم عادوا – بعد ما فعل الحوثيون بشعبهم – إلى الإجماع على عمل يعد بداية (كما قال الرئيس السوداني) حقيقية للوحدة العربية. وسيكون لمخرجات القمة العربية بشرم الشيخ المصرية بالأمس ما يذكر في الشأن اليمني، وبين يديها مناشدة الرئيس اليمني ومبادرة “الملك سلمان بن عبد العزيز”(عاصفة الحزم).
لكن ورغم الحملة العسكرية الكبرى التي شنت على الحوثيين من قبل المملكة العربية السعودية وآخرين كجمهورية مصر والسودان ومن الداخل اليمني الذي تأذى من حماقات الحوثيين، إلا أن المطلوب بعد ذلك لكي تستقر الأحوال الداخلية والمجاورة أكثر هو أن يكون هناك تفاهم وتصالح عقدي وثقافي وقبلي بعد الاستقرار الأمني.. فالمصلحة الكبرى والوحدة العربية الحقيقية في ذلك وحده لا غيره كما الحال بالنسبة إلى الجوار الإقليمي والإسلامي الذي لم يكن بمنأى عما حدث ويحدث.